الثلاثاء، ٢٠ يناير ٢٠٠٩

أيها الصمت .. مش محتاجة كتير !

الساعة الان 4.35 دقيقة تماما ، استيقظ كعادتى على حلم ،
هذه المرة كابوس لم يكن الأول من نوعه ، اسيقظت منه وأنا أتحسسنى لأتأكد من
أمسكت بالمحمول ،ونظرت للساعة لأتأكد من الوقت ، انها تقترب من الرابعة
فكرت من هو الصديق الذى ربما يكون مستيقظا الان
رنيت على كام حد من صحابى اللى انا متأكدة
انهم سهرانين دلوقتى ،عشان بس أتأكد أنى عايشة ،وانى مش طيف
فلو حد رد عليا وسمعنى يبقى انا موجودة
ولومحدش عبرنى يبقى انا مت زى ما شفتنىفى الحلم انى
ونهى قاعدة جنبى على السرير بتصحينى وهى بتصرخ "ماما ماما ماما "
وانا سامعها ومش عارفة اعمل حاجة ، فأول ما قمت من النوم بصيت عليها لقيتها نايمة زى الملايكة
بنهج وبنتفض وصوت دقات قلبى اعلى من صوت ماتور الميه بتاع
فقلت اما أتأكد من وجودى بشكل عملى وكنت خايفة جدا اكون مت
ومش هاعرف اقول للناس وانا طيفيه كدا انى مت والبنت مش هاتعرف تعبر خالص
خايفة عليها قوى تتخض اول ما تصحى وهى بتهز فيا جامد وانا مبردش عليها
اكيد هاتبقى عايزا حاجات كتير ، لكن انا على ثقة شديدة فى ربنا انه هايكون معاها
ويدل الناس على صوتها بسرعة ويكسروا الباب وبعدين يمسكوا موبايلى
يطلبوا حد من اهلى عشان يجى " أعوذ بالله "ايه الافكار الشريرة دى
والانانية اللى انا فيها دى ، شاغلة نفسى بنفسى اوى وناسية البلاوى
اللى بتحصل فى الكون من حواليا ، تتصورا قعدت ارن زى ما قلت عشان اتأكد انى موجودة
وانى ممتش لقيت دلوقتى مفيش حد صاحى
لان دا الوقت اللى بينام فيه السهيرة بتوع الليل بما فيهم اللى قاموا صلوا الفجر
واللى رجع الشرب اللى شربه طول الليل واللى خلص نمرته وروح يأنتخ
واللى بيصحى بعد ما يمر بساعة اللى بيصحوا بدرى
وللاسف دا الوقت اللى بخاف منه جدا ، ساعة غامقة فى السماء بشكل
وصامته فى الشوارع والحارات وحتى على السلالم بشكل اغرب
عارفين الساعة دى بجد اللى دايما بتسبق اى كارثة أو مفاجأة جميلة
زى مثلا انه يجى فيها صوت صريخ يعملك فزع ،فتبص من البلكونة يا تلاقى حد مات
او هايموت ، او انك تسمع خبر عاجل
عن صواريخ نازلة على دماغ ناس مسلمة امرها لله ونايمه فى امانه
أنك تسمع صوت آهات متقطعة
لفعل ما يعلمه الجميع لسيدة صوتها عالى شوية وراجل "يافت" لامؤاخذه ،
يعنى الوقت دا بالتحديد فى تآمر كونى على الصمت لفترة لغاية ما تحصل الحاجة اللى المفروض تحصل
صمت مش ممكن يكسره حتى كل قنوات البهجة والاكتئاب اللى مبتقفلش ابدا
واللى رغم انى باسيبها شغالة طول الليل إلا إنها برضه مش بتشوشر على صوت الصمت برايا ابدا
بس ممكن تسمع أصوات تانية لو ركزت معاها تيجبلك رعب
صوت الثلاجة ، وموتور البيت بتاع الميه ويغلب على كل دول صوت دقات قلبك
وهى بتتمنى حلم رومانسى زى بتوع زمان ،فاكره طبعا !
لى سنين طويلة بصحى دايما فى المعاد دا على حلم أوكابوس
الحلم الجميل بيجبرنى اكمل نومى طمعا فى إكماله وتصدقوا بيكمل للصبح
واصحى أجمل واحدة فى الكون كله ، انزل تحت الدش وانا فى منتهى البهجة
واحس ان كل دمى بيجرى بسعادة وهو بيدغدغ بذخات المية اللى نازلة ترخ
وأغنى وأكلم نونو وهىنايمة وأخرج وانا برتعش من البرد أجرى على حضنها تانى
قومى يا نونو يا لا عشان نروح الشغل والحضانة
وأبدأ اليوم ببهجة وانا مستنية تحقيق الحلم ، واهو يعدى اليوم زى ما يعدى
وارجع اخاف من أخطر وقت بيمر بيا فى اليوم دا لحظة ما عنيا تغفل واستقبل زوار الليل
ولحظة ما عينى تفتح بحالة تمسك فيا طول اليوم
واكتشفت مع مرور الوقت انى مش عايزة حاجات كتير
انا بس عايزا نفس تالث معايا
نفس قوى اسمعه وانا فى الحلم وانا جوا جوا الحلم ، يحضنى ويضم رأسى لصدره قوى وهو نائم
يقولى
"نننا هوو" "باااااااس، خلاص ، متعيطيش ، متقلقش ، انا اهو ".
بتمر الايام برضا عظيم منى عليها وعلى فكرة دا حقى ارضى أو مارضاش
بس بصراحة انا راضية مش هاتمرد والسلام
بس مع الرضا دا ، انا زى زيك بالضبط ،بحس بوحدة مالهاش حد !
هو لما تفرح تفرح عشان انت عايز تفرح وخلاص ؟
ولا عشان فى حد بيفرح معاك .
ولما بتزعل بتزعل عشان انت زعلان بس؟
ولا عشان لو حد شافك وانت زعلان هايزعل هو كمان
وهاتضايقه كتير بحالتك مش عارفة اقول ايه !
انا بتنطط بخفة فى الكون وكأنى فراشة وبنزل على الأرض بخفة ريشة.
وحصار المحبة حواليا يعيشنى سنين
وممكن تسمعنى أذان كل الاصدقاء لو حبيت أعمل دا
لكن انا مش عايزا حد يسمعنى وبعد ما كل واحد يمشى يبقى عنده ناس كتير يسمعهم ، أنا عايزا اللى يسمعنى عشان كلامى يدخل روحه و يجرح صمت سنين فنداوى الصمت سوا !
يسمعنى فاحس بنفسه على رقبتى
يسمعنى ، فاحس بايده بتمسح دمعة سخنة ملهلبة نزلت على خدى
يسمعنى وبعد ما اخلص كلامى
الاقيه بيقفل على جسمى كله بحضن ابدى
أما عن الفضفضة
أماكنها كتير والناس اللى قلوبها واسعة أكتر بكتير
أتعودت انى من غير تليفون وانى ساكنة فى مكان بيحسسنى انى سافرت بلد تانية
وانى حتى لو فكرت ، اتصل بحد واصرخ فيه واقوله
انا خايفة
عمره ما هايجى
لأن وقت الخوف هايكون مر دا دا لو فكر يجى !
ووقتها مش هاكون محتاجة كتير .