الثلاثاء، ٣ نوفمبر ٢٠٠٩

للذكرى الخاصة جدا - يوم جميل لملتقى المبدعين

بدأ يومى كعادة أي يوم مناسبات لدى ، حيث اتوجه من اخر فيصل لأول الهرم لأنرك نهنهوتى عند أخى ، ثم اتجه للكوافير " لتظبيط التظابيط" وهنا تبدأ رحلة المناسبة الادبية التى أتوجه لها ، حيث اننى صراحة ورثت الاهتمام بنفسى من أمى رحمة الله عليها ومن ابى ربنا يخليه يارب ، وقد رفضت بشدة فكرة البوهيمية والانعدامية التى تنعكس على الشكل فى محاولة بسيطة منى لاثبات ان الفكر لا يرتبط بالضرورة بالاهمال فى الشكل والنظافة كما كان شائعا فى الفترة ما بين اواخر السبعينات واوائل الثمانينات من شباب المبدعين تقليدا للهيبى او الهيبز فى امريكا فى ذلك الوقت ، وربما امتدت تقريبا لنهاية الثمانينات فأنا لم أتعاطف اطلاقا مع فكرة الشنطة القماش المعبأة بمؤن الطريق من اكل وشرب ومجموعة كتب ذات اسماء رنانة والشبشب الذى يجر الجسد جرا على التراب ، ولكن اعجبنى الشعر المنكوش وتوائم مع طبيعة شخصيتى التى تعشق الحرية ،
هكذا أخذت من مظاهر من رأيتهم من الادباء وقت تطلعى لأصبح اديبة ما راق لى وهو الشعر المنكوش فقط ، أما أفكارهم فقد سمعتها ولم أتأثر بها سواء ارائهم فيما قرأوا او فيما يفكرون ويعتنقون ، كنت اتشبث بعنادى تجاه نفسى بشكل مرضى حتى اننى كنت أرفض ان يقيمنى احد وقتها سوى الكتاب الكبار ومع الوقت زال عنى غرورى بنفسى واحساسى المتضخم بموهبتى واكتشفت ان هناك من هم اكثر منى موهبة .. بالمناسبة هذا ايضا نتيجة امانتى الشديدة مع نفسى فى رأيى بالكتابة التى اقرأها " غرور برضه صح " المهم يبدو اننى اطالت الشرح ولم ادخل فى الموضوع حتى الان وهو الملتقى الاول للقصة القصيرة ومبدعيها الاول الذى تم افتتاحه امس فى القاعة الكبرى بمركز الابداع فى الاوبرا ، وصلت وانا انزل من التاكسى كانت المبدعة الكارثية عفاف السيد تنزل هى الاخرى فى نفس اللحظة سرقت منها حضنا دافئا جميلا بطاقة ايجابية ، ثم دخلت ساحة الاوبرا فاذا بوجه مبتسم ومقبل على الحياة وكأنه بحر يموج بخيره على شواطىء الحزن الكاتب الكبير ابراهيم عبد المجيد وكان بجواره ذلك الاب الرائع بالنسبة لى اراه ابا رائعا ولكنه فى الواقع مترجم وناقد وقاص كبير اختار العزلة الاقيليمة هروبا من صراعات المدينة الخانقة الاستاذ / سيد امام ثم انطلقت للقاعة متأخرة والقاعة من دورين وهى قاعة المسرح تقريبا الدور الارضى ليس به موضع لقدم ، والدورالثانى أستكمل الامن اماكنه الفارغة بكراسى اضافية ليجلس عليها ضيوف الملتقى الكبار

، تصور قاعتين ممتلئتان بكبار وشباب الكتاب من الوطن العربى ، حالة من البهجة والفرح والفخر والزهو تنتابك وانت ترى هذا التجمع للأدباء فى وطنك ، السعودية والكويت واليمن والجزائر والسودان التى قدمت جلسة الملتقى نائب وزير الثقافة السودانية ، واسماء كثيرة سمعنا بها وكنا نتمنى لقائها امثال " زكريا تامر " الذى سمعت عنه اول مرة من صديقى الشاعر ثم عشقته منذ ذلك الحين ، كما تعثرت قدماى فى جماعة من الجماعات الادبية النشيطة فى الوسط والذين حققوا نجاحا ملحوظا فى وقت قصير وهى جماعة اطلالة والتى وددت لو ارد لهم استضافتى القصيرة جدا فى الاسكندرية وقد تألقوا فى ندوتهم وفى تواجدهم ايضا اما باقى الناس والذى لا يمكن ان تتجاهلهم عيونك وانت تتحرك فى اى مكان يقدر المبدعين فهنا عدد لا حصر له ، تحمل معى محاولة لعدد وليس لحصر فالحصر هنا ظالم تماما ولكنك تقابل مى خالد ببشاشتها وقفشاتها الادبية الشهيرة وسحر الموجى بخجلها الانثوى العنيف ثم يحتضنك سيد الوكيل بتلك الطيبة الساحرة المشعة من عينيه ولا يفوتك ان تقبل عم خيرى شلبى على جبينه وانت تمرق الى بهو المجلس ، اما هيثم الحاج على فهو ناقد شديد الرقى والتعاون والاحساس بالاخر مما يتنافى تماما مع كونه منوفيا ، ولا تتعجب اذا ما مر عليك مصطفى الضبع متجهما فهو رجلا يحب احترام هيبته جدا رغم خفة دمه وشياكته وروحه الآسرة ، اما اذا كنت تريد ان تعانق اما جميلة تشعر بك دون ان تتكلم وتراعى فيك انك ملهى عنها بالدنيا وبلاويها فانت على الفورتجد نفسك فى عين صفاء عبد المنعم وفى محاولة ليبدو شريرا عظيما يتجلى شعبان يوسف الطيب جدا وهو يتحرك هنا وهناك ويعرفك على ناس لا يعرفهم الا هو وقلائل سواء من مصر او من الدول العربية ثم تلمح النشيطة جدا سعاد سليمان وهى تقوم بتظبيط سبوبة عمل للتلفزيون ، او تلمح الاستاذ سيد محمود وهو يتمم بعينيه على سير الملتقى ربما طلع منه بهجوم او بتأييد ، وتتنافس الصحفيتين علا ومى ابو زيد فى اثبات براعة كل منها فى تغطية الملتقى ، عذرا ان كل من رصدتهم حتى الان هم مصريون لاننى لا اعرف وجها للضيوف سوى فى الملتقى والذى اجد ان احد اهم فوائده هى هذه الفائدة ان ترى اقرانك من الكتاب فى الدول الاخرى وتتعرف عليهم ، ان الجمال الحقيقى تراه بروحك الجميلة وهذا ما اسعى له دائما وانا اتحرك لاى مكان فأنا لا اتجه لأى مكان او اى شىء بقصد الهجوم واكتشاف القبح بقدر ما اتجه بقدر المحبة واكتشاف الافضل فيما حدث ، لذلك سعدت بأن جمعتنى بالاديب الكبير بهاء طاهر مائدة واحدة كان عليها الروائية ابتهال سالم والواد الجن محمد صلاح العزب والاديب الناقد محمد عبد النبى والقاص والراوى الساخر العظيم محمد فتحى ، ولا ننسى ان هناك كاتبا داؤوبا ظل يتابع جسات الملتقى فى اهمية كبيرة وحقيقية هو محمد علاء الدين ، حالة الرصد الذى اقوم بها هنا كل المقصود بها ان ادون يوم من يومياتى لا يعنى بالضرورة ان يتم التعامل مع كتبت هنا انه للنشر بقدر ما هو للذكرى نعم للذكرى فقط لانه يوم هام بالنسبة لى فهل يحتمل الكثيرين رؤية كل هذه الاشخاص الجميلة فى يوم واحد ، فكان على يمينى الروائى عز الدين المدنى ، محمد الغربى عمران ، منير عتيبة وهشام البستانى وكان امامى عبده جبير وعلى يسارى روائية جميلة اسمها جمال حسان ... حيث دارالنقاش بين الكبار والشباب فى محاولة لاكتشاف اذا ما كان هناك تواصل بين الاجيال ام لا وصراعات خفيفة حول هل نحن نناقش هنا التواصل بمعنى العلاقة الانسانية والادبية بين الكتاب الكبار والشباب ام تواصل ابداعى ممتد بين الاجيال وان تكتشف فى داخلك مع من تتواصل ممن سبقوك ، اختلفت الاراء وكذلك اخذت دفة الحديث منحى مختلفا عن اصل الحكاية حيث تحدث البعض عن اننا ننعى القصة القصيرة او اننا نخشى اصابتها بالسكتة القلبية فلذلك نحاول انعاشها بهذه المؤتمرات ، لا يفوتك قبل ان تحاول التشبع من النظر لبهاء طاهر وخيرى شلبى لتثبت لنفسك انك كنت معهم حقا هنا ليس بالكثير عليهم ان اظل كلما رايتهم اقول اننى لا اصدق انهم هنا ، اتمنى ان يطول بقائهم هنا ، ثم تلتقى عيناك بالكثير من المبدعين والمبدعات وانت تتحرك بعد ان انتهى يومى من سلامات وتحيات على الاصدقاء والصديقات كان هناك افتاقاد لنهى محمود الكركوبة الصغننة وسلوى عزب صديقتى الأروبة ، شريف الغرينى ومحمد رفيع فعلا كان غيابهم فارقا بالنسبة لى وبعد ان ذهبت مع اصدقائى محمد عبد النبى وطه ومحمد فاروق الى الكارلتون ، انتهت الامسية بجمال حقيقى بحضور ياسر عبدالله مع صديقته نورهان وبصحبتهم مطرب صوته جميلا جدا غنى اغنيات احبها الناس جميعهم ولكن اكثر ما احببت ممما غنى هى اغنية " محمد قنديل " يا حلو صبح يا حلو طل "
انتهى اليوم على اغنية الصباح وذهبت لمنزل ابى لأن اخى وزوجة اخى يكتفون بقدر نصف يوم فى تحمل ابنتنا الهادئة الرقيقة ،فيصحبها اخى لأبى واذهب انا للمبيت مع ابى للاستيقاظ فجر اليوم التالى استعدادا للذهاب لمدرستها ثم نبدأ الروتين المعتاد بعيدا عن المناسبات ... صباح المناسبات