الخميس، ١٤ أبريل ٢٠١١

قراءة فى فنجان الوطن 2 (المضاد الحيوى للثورة المضادة )

مريم صالح وعمر مصطفى ومجموعة من الفنانين المتميزين ومقاومة للثورة المضادة

من إنسانة لم تتعاطى السياسة أبدا فى حياتها ، وكان كل حلمها ان تعيش فى سلام وستر لتربى ابنتها فى هدوء ، قامت بسخونة أجواء تناثرت فيها أشلاء الخوف والظلم من المقتولين أحياء ، فارت داخلى كما فارت داخل كل مصرى ثورة لم نعلم لها مصدر إلا ما سبق وذكر فى كل مكان ، نجحت تلك الثورة فى أن تهز جبل التجبر والتعنت والكبر فى رموز النظام السابق , وسقط بالفعل ، لكن لم يروق لأذيال هذا النظام الفاشى ذلك النجاح المدوى ، فأعدوا العدة بكل الوسائل الممكنة لكى يحبطوا هذه الثورة ويفرغوها من مضمونها ، وكانت خطوات مدروسة ومرتبة بإحكام ، تناولت اشكال مختلفة تمثلت فى نشر شائعات مغذاها ان النظام القديم لازال هو من يحكم ، وان من قبض عليهم سيقضون فترة فى السجون فى تعزيز واحترام حتى يتم امتصاص غضب الناس , ثم يخرجون بثغرات قانونية ، أو أن الرئيس السابق مازال يحكم من شرم الشيخ ، ثم يؤجرون مجموعة من المحامين يقيمون دعوى كوميدية ببطلان تنحى الرئيس السابق , وطلب عودته لاستكمال مدته ، وشائعة أخرى عن أن الحكومات العربية ترفض محاكمة مبارك وعائلته ، وان الاتحاد الاوربى يرفض عودة أموال الحاكم السابق لشعبه ، وتطرقت الشائعات ايضا لمقولات شديدة السخرية ، بأن الاخوان هم من يحكمون مصر ، وترتيب لحوادث حرق وخطف وذبح من قبل السلفيين ، وأنهم من حرقوا كنيسة أطفيح وقطعوا أذن مسيحى ، أن هم من يحرقون الآضرحة ويهاجمون الصوفية ، هكذا فجأة أصبح بعبع مصر هو الاسلام والمسلمين ، ولعل الكثير يذكرون أن الحجة الكبرى للنظام السابق امام العالم فى اصراره على البقاء حاكما لمصر , هو سيطرته على عنف المسلمين النائم فى ثنايا مصر كلها ، وأنه هو الوحيد الذى سيطر على الإرهاب فى مصر ، فلازالوا حتى الأن يستخدمون الأخوان المسلمين والسلفيين فزاعات ترهب الشعب والعالم ايضا ، حتى بدأ الناس يتكلمون فيما بينهم عن خوفهم مما أفرزته الثورة " هى دى بقى الثورة " اهلا وسهلا ، شوية عيال خربوا البلد وهايحولها لطالبان " حتى أن بعض المثقفين والسياسين صدقوا بعض هذه الشائعات ، ولكنى بفطرتى التى لم يتدخل فيها توجيه سياسى أو حزبى أحب أن أنظر للنصف الممتلىء من الكوب ، أحب ان أرى الإيجابيات التى أنتجتها الثورة ، فلازلت أرى أن المصريين الذين ضحوا بدمائهم واستقرارهم لعودة الحرية لمصر ، وكان من بين من قتلوا على أيدى منظمى الشائعات والحوادث أخوان وسلفيين ، لم يكن هدفهم وهم فى ميدان التحرير أن يتحول حكم مصر ليشبه أى بلد أخرى , سواء بلد مثل تركيا كما يزعم البعض أو أفغانستان ، أو حتى أمريكا وأوروبا ، كل من ثاروا شرفاء يعشقون مصر وترابها ويؤمنون بحريتها من اى قيد سواء دينى او لا دينى ، كل من ثار كان يرفع شعار الدولة المدنية بمن فيهم الاخوان والسلفيين , الذين جاوروا المطربين والفنانين فى الميدان ، غنوا معهم وهللوا معهم وقت النصر ، لن أصدق يوما أنهم خرجوا فجأة من الميدان ليطلبوا حكما يصنع آلها جديدا ، وعبيد جدد ، المضاد الحيوى للثورة المضادة التى ذكرت بعض عناصرها سلفا هو ألا يلتفت اى انسان لهذه الشائعات , وان يحكم عقله عندما يسمع عن حادث هنا أو هناك ، والآ ننساق وراء الخوف والرعب من فزاعات وهمية تستخدم بشكل ساذج لإثارة الرأى العام وإثارة الفتن ، فالأخوان الذين تخلوا الأن عن انتمائهم للثورة لأى سبب ان كان , ليس جديد عليهم تسوية أمورهم السياسية للحصول على ما يريدون بأى شكل , فلماذا نقلق عندما يقررون التباهى بأنهم من يبحثون عن الاستقرار؟ ، ولا ننسى انهم فى جمعة إنقاذ الثورة أختفوا وكأنهم يريدون ارسال رسالة واضحة للشارع والحكومة الجديدة بأنهم لن يساهموا فى تعطيل مسيرة العمل ، وكأنهم أخذوا حق دماء شهدائهم من القتلة دون أن ندرى نحن ، أما عن السلفيين ، فمن يؤمن بكتاب الله لا يمكن ان يشوه صورة المسلمين فى هذا الوقت بالتحديد ، من المفترض ان السلفى يسعى لزيادة رصيد محبته عند الشارع وليس العكس ، فلا يمكن ان يكون منهج السلف عنف ، اذا فمن يقوم بحوادث تنسب للسلفيين معروف هدفه ، وهذا يؤكد على أن حلاوة روح أذيال الخيبة القديمة , يسعون بطاقة بطارية صينى لبناء أنفسهم عن طريق هذه الافعال الساذجة الذى لن يصدقها عقل طفل ، فمصر واهلها من كل أطيافها وانتماءاتها الدينية لا يؤمنون بالعنف والقهر وفرض الرأى بالقوة ، المصرى المسلم والمصرى المسيحى والمصرى السلفى والمصري البهائي , والمنتمين لتيارات سياسية سواء المصرى اليسارى والمصرى الليبرالى والمصرى الشيوعى و حتى المصرى الملحد ، المصريين كلهم فى رباط الى يوم الدين ، لأن مصر حماها الله بكلمته ، وحماها بخير آجناد الأرض من الشرفاء الذين لن يقبلوا بأن يهين مصرى أخ مصرى ، أو ان يتحكم فى مصير مصر اى فاسد واى عميل لأى كيان آخر ، أؤكد للمرة الأخيرة أن المضاد الحيوى للثورة هو ان تصدق من قلبك ان الثورة نجحت , بالله عليكم قولوا لأهاليكم الذين خافوا فى البداية , وللناس الذين لم يشاركوا ، فاصابتهم غيرة ما فى قلبهم , فجاء عليهم ذلك بنكران نجاح الثورة ، ان الثورة نجحت بهم ، وأنهم شاركوا فيها ، عليك عندما تسمع من أحدهم وهو يقول " مصر مش ميدان التحرير بس " , أن من كانوا فى كل ميادين مصر حماهم شعب مصر كله ، كل بطريقته ، فالأب والأم حموهم بالدعاء , و الاخ الرافض حماه بوقوفه فى اللجان الشعبية التى كانت أهم ركن من أركان حماية الثورة ، فهى التى منعت بلطجية النظام السابق من اختراق المناطق حتى لا ينجحوا فى هز كيان الميدان ، اخبر كل مصرى أنه صانع الثورة ، لذلك عليه أن يحميها من أى فتنة , وأن عليه ان تزداد قوته ويؤمن تماما بأن مصر القادمة ستكون جنة طالما أن كل مصرى حمى الثورة .

الأربعاء، ١٣ أبريل ٢٠١١

قراءة فى فنجان الوطن 1


الى حكمة ودهاء الثوار

الجيش يحمى الثورة وليس العكس ، كان على هؤلاء الضباط ، الذين كانوا أداة جيدة لليلة سوداء ، أن يكونوا احرص الناس على استكمال مسيرة الثورة دون تعرضها للخطر وهم يعلمون جيدا ان دورهم الأول حماية الثوار ، لكن ان يقوموا بابتزاز مشاعر الثائرين والمتظاهرين "أحمونا .. متسبوناش" ، وهم يعلمون جيدا أنهم سيكونون السبب الرئيسى لاقتحام الميدان ، فهذا شىء خالى من المسئولية الوطنية تجاه الثورة على الأقل ، كان عليهم إذا افترضنا ، أنهم ليسوا جزء من مخطط ما ، آيا ان كان أن يتأنوا فى ثورتهم الخاصة ، ليصبحوا أكثر من 500 شخص على الأقل ، وليس 12 يتنقلون بين المنصات ، ثم يجبرون كل الثوار الذين سيتعاطفون بالتأكيد مع من اخبرهم انهم يدافعون عن الثورة ضد الفساد العسكرى والذى مكانه بالتأكيد هو داخل مؤسستهم العسكرية ، مثلما حدث فى كل مؤسسات مصر ، التى عانت من فساد داخلى ، فيطالبون الثوار بحمايتهم ، والاعتصام معهم ، مع أن خرق القانون العسكرى يعرفه الجميع جيدا ، ويتحول الاعتصام الذى كان محدد من الجمعة السابقه لها جمعة إنقاذ الثورة ان يكون اعتصام للمطالبة بالإسراع فى محاكمة الفاسدين الى اعتصام حماية لمطالب الضباط ، وقد كان الحشد لجمعة التطهير قد بدأ منذ الجمعة السابقة لها والتى كانت باسم " جمعة الانقاذ " وقد علم القاصى والدانى بنية الجميع فى الاعتصام بعد مليونية التطهير التى كانت ناجحة على مستوى العدد للتأكيد على المطالب ، وفجأة قبل الجمعة بثلاثة ايام تقريبا تظهر فيديوهات الضباط ، ثم هى التى توجه الدعوة للمساندة ، وترسل رسائل تهديد للمجلس العسكرى ، وتحشد ذهنية المتحمسين والرافضين لتباطوء المجلس لتتحول الى ثورة على المجلس العسكرى ، ويؤكدون على نزولهم شخصيا ومجموعة كبيرة جدا الى الميدان ، فاذا بهم قليلون جدا ، يثيرون الشك والريبة ، أن ظهور الأب المخلوع اليوم ، فى اعتقادى الساذج هو خطوة جديدة ، من خطوات الخطة ، التى بدأت بظهور الضباط فى الجمعة التى كانت مقررة للاعتصام أساسا ، بهدف المطالبة بمحاكمة الفاسدين ، بداية بمبارك فاذا بها تتحول لرفع شعار الجيش والشعب ايد واحدة ،وتنتهى بدفاع مستميت عن ظباط الجيش مع نسيان تام للهدف الرئيسى ، أرجو تأمل الموقف من بدايته قليلا ، مجرد محاولة بسيطة من عقلى البسيط لا أكثر ولا اقل وأرجو أيضا ألا يندفع الناس وراء الخطاب الأبله الذى وجه اليوم بهدف صنع وقيعة جديدة بين الشعب والشعب والجيش والشعب والجيش والجيش .

الشعب يريد إسقاط النظام ، الشعب يريد إسقاط النظام ، الشعب يريد إسقاط النظام

هل تحقق هذا الشعار حتى الآن ، حتى نتفرغ لإسقاط الجيش ، أرجو آلا ينسى الجميع ان الهدف الرئيسى مازال ينعم هادئا فى الحياة ، يخطط بإمعان وهدوء لإسقاط الثورة ،أطلب من الله ولا يكثر على الله ، ألا نعود للوراء حتى نستمع لشعار ، الشعب يريد إسقاط الثورة ، يا جماعة أحنا نجحنا فى ثورتنا ، والأعداء أيا أن كان نوعهم ، متربصين لتحويل مصر لخراب ، سواء كانوا من داخل النظام المخلوع ، أو من خارجه ، المهم إنهم لا يريدون لنا نجاح ، حتى يثبتوا للجميع أنهم كانوا على حق ،أميل دائما للتحليلات المتأنية ، ولا أحب ان يستغل الآخرون انفعالي و حماسى ، فأفاجأ فى النهاية بأنني أدافع عن لا شيء ، وأنسى هدفى الحقيقى وطلباتى الرئيسية والدخول فى منعطفات جانبية تشبه متاهة القصور الملكية القديمة ، نجحت الخطة الكبرى بإلهاء الجميع فى مشكلة جانبية ، وابتعاد الثوار عن المطالب الرئيسية ، الامارة الوحيدة التى تثبت حقيقة هذا الكلام هى نزولهم للشارع ، ما هو دليل البطولة ـ تسخين الملايين على حرب اهلية ، هل لديكم خطة للسيطرة على الوضع ، لا اقصد سيطرة بسوء نية واقصد السيطرة على وضع البلد وقت حل المجلس العسكرى ووقت اندلاع حرب بين فرق المتناحرين فى الجيش ونسيان الشعب ، لماذا لم تصبروا حتى تتحقق المطالب الرئيسية للثورة قبل تحميل الثوار عبء حمايتكم فى الوقت الذى من المفروض فيه ان تحمونا انتم، لا اشكك فى نزاهتكم اذا كنتم ضباط حقيقيون ، لكن اتساءل فقط ، اليس من المفروض عليكم ان تتواجدوا فى الداخل لتحموا الثوار وتقوموا بتنبيههم من اى بطش ربما يصيبهم من هذا الفساد ، لماذا الأن بالتحديد تعالت مطالبكم وعلا صراخكم ، لماذا كلما تعالت أصوات المطالبة بمحاكمة مبارك وأعوانه ، تعالت نبرة "احمونا ألحقونا ساندونا أحنا ضباط الجيش" ، مجرد أسئلة بحسن نية ، أتمنى أن أجد لها إجابة منطقية ، وان لم تهتموا واتهمتموني أنا الأخرى بأننى أحابى للمجلس الذى لا اعرف منهم عسكرى أصلا ، فالمشكلة إذا هنا تدل على ان هناك مؤامرة مزدوجة ، لتشكيك كل الناس فى بعض وتقليب الجيش على الشعب والعكس بغض النظر عن من هم الجيش تحديدا ، تحياتى و أتمنى أن كنتم على حق ان يظهره الله قريبا وان كنتم على باطل يتم الكشف عن هويتكم لكل الناس المتعاطفة ، وربنا يستر.