السبت، ٢٠ أكتوبر ٢٠١٢

ستلا

مرت ستلا بالعديد من المراحل المؤثرة فى حياتها، فقد بدأت محبوبة ، محتفى بها من الجميع ، فهى مشروب الشعير المريح ذو الرغاوى المبهجة ، والتى صنعت خصيصا منذ 115 عاما كى تكون بديلا لانواع خمور عديدة اخترعها العرب فى شبه الجزيرة العربية من العنب
والبلح ومشتقاته ، وكانت هذه الخمور تذهب العقل وتصيب بالجنون ، لذلك فكر مخترع ستلا فى طريقة جديدة يصنع بها مشروب لا هو خمر ولا هو ماء عادى ، فاكتشف فى الشعير الذى هو دواء للعديد من الامراض ، اثناء نسيانه له فى الشمس فى احد المرات مذاقا محببا ومختلفا وله أثر طيب على النفس ، ومنذ ذاك اليوم والعالم يتعامل مع ستلا على انها مشروب مريح للمعدة ومهدىء للاعصاب وحتى سنوات ليست ببعيدة كانت تباع فى اكشاك السجائر وعلى الارصفة ، حتى اذا ما لهث المار من جانبها من حرارة الشمس وقف لتجرع واحدة ، كانت الخمر المؤذية هى اشياء اخرى يسمونها (منقوع البراطيش) أو(الاسفنجة ) ، لكن ستلا الراقية ظلت دائما تجمع ما بين رقى الطعم ، ورقة اللون ، وشفافية الرغوة ، واعتدال المزاج ، ستلا ليست من عائلة الخمور المؤذية ، شاركت الكثير من الادباء والفنانين والعظماء فى كل الكون صنع ابداعاتهم التى خلدت حتى الان ، وستخلد بأذن الله ، ساهمت فى صنع ثورات وحركات واحتجاجات ، ليس بالسكر ، بل بحماس مشاركة شربها اللذيذ الطعم ، منذ حكم السادات ، أصبحت ستلا متهمة بأنها ماجنة ، فى حين أن العيب ليس فى ستلا ، بل فيمن يشربها ، فما ذنب الأرض اذا امطرت السماء ، لمن لا يعرف لماذا نحتفل بستلا ، ستلا لها طبيعة خاصة بين مشروبات المبدعين ، والعاديين ، مبروك ستلا مرور 115 عاما على ميلادك .