بعد
أن ذهبت الي صديقة قديمة لاسترجاع بعض من عمرى ذلك الذى منه كتب قرأتها وكتب
كتبتها ، وأحلام تمنيتها ، وصداقات كونتها ، وكذلك زرت قبر الراحل ، أطالبه بسداد
ما عليه من سنوات عبرت تحوى نفس ما حوت حمولتى الأولى من صديقتى ، كانت الحمولة
ثقيلة على كتفى ، ألتفت عائدة الى حيث أعيش ، وأنا أهم بإعطاء أبنتى الحمولة ، وجدت
السيد الرئيس مرسى يقف بابتسامته باهتة يطالبنى فيها بإفراغ حمولتى أمامه ، رفضت
بشدة ، فأن هذه الحمولة تخصنى وتخص ابنتى ، ولكنه قال بكل ود مفتعل ، أعطينى
حمولتك وسأردها لكى أضعاف ، فسألته وهل تتضاعف الأيام ايها الرئيس الصدفة ، فقال
لى أصبرى ، هات هذه الأيام والسنين وبتجارتى مع الله سأضاعفهم لكى بأذن الله ، لم
أصدقه ، وأخذت حمولتى وجريت من أمامه وبعد وصولى لمكان آمن ، فإذا بعدد كبير من
الرجال يشبهون السيد الرئيس ، يلتفون حولى بنفس الابتسامة الباهتة والود المفتعل
وبيدهم شىء لم أتبينه ، فإذا بهم يغمون عينى ويسرقون حمولتى ويهربون ، نزعت
العصابة ، نظرت حولى ، فإذا بى فى الحلم أنتبه أنه حلم ، وأن هذا لم يكن إلا كابوس
مخيف ، ولكنى سعدت برؤية صديقتى القديمة ، التى أعطتنى حمولتى دون معاناة ، وسعدت
بزيارة الراحل الذى خرج ليرد لى العمر دون مماطلة كعادته ، وفى واقع الأمر سعدت
أنهم مازالوا يملكون الحمولة أصلا ، واننى لم أستردها ، فلكل من قابلنى وأخذ من
عمرى يوم ، هو يستحقه كما استحققت أنا أيامه أيضا ، والحمد لله ان السيد الرئيس لم
يسرق منى هذا العمر ولا هذه الحمولة ، وليعبث كيفما يشاء فى حمولات الآخرين ، سيدى
الرئيس رسالة الواقع وصلت فى الحلم ، ليس لك على اى حلم .