اللوحة للفنان الرائع حسن ارابيسك
الشر الذى أقترضته من قليلين قابلتهم فى الحياة لم
يساعدنى فى تخطى الكثير من المشاكل الذى قابلتها ، سيطرت تلك السذاجة
المتأصلة داخلى على الشر النبيل الذى حام كثيرا حول الساحرة الشريرة ، شر وسذاجة
لا يجتمعان ورغم غلبة السيد شر فى الحياة قليلا على ، إلا أننى أسامحه وأتمسح فيه
دائما ، فهو يربك حياتى ، ويجعلنى فى حالة توتر دائم ، لكن ما أن تنتهى مهمته حتى
يتبين لى روعة دوره الذى قام به وهو يؤذينى ، لذلك استعرت منه سحر صفاته الذى
يتجاهلها الكثير من الناس ، هؤلاء الكارهين له وهم يدمنونه ، بل وينتهكونه أحيانا
)وللسيد شر حديث سوف أكتبه لكم فى وقت لاحق )
-2-
أه .. أه .. ما كل هذا الوجع الذى يدب فى كل
مكان صغير بجسدى ، عظامى وكأن هناك من داس عليها بأقدام كبيرة لكائن خرافى ، ولحمى
كأن جزارا خبط عليه بسكينه ، وعقلى المرهق من الهموم ، وكأن هناك يد شيطانية أمسكت
بمخى وعصرته ، عينى ترفض الاستيقاظ ، يااااااااه .. أأأأأأه ، وكأن هناك قوى خفية
قررت تعذيبى وأنا نائمة وعقابى على هجر الحب لجسدى ، وكأن تلك القوة تريد لى حياة
أخرى غير التى فرضتها على نفسى ، وكأن السجان الذى وافقت عليه قرر أن يتمرد ويعلن
غضبه بعقابى على وحدتى ، وهذا الآرق الذى صاحبنى منذ سنوات ، قرر مصادقتى رغما عنى
حتى وأن هربت منه أو طردته بأى وسيلة
فكلما هدآت حياتى ووقفت على قدمى بثبات وقوة ، يتبختر السيد آرق بكل ميوعة
وغنج ليفتك بعقلى ليلا ونهارا أيضا ، أبنى بيتا كل يوم فيأتى ليلا بكابوس مفزع ، فأحلم دائما أن هناك
من أقتحم البيت ودخله ، فى الحقيقة لم أتعرض للأذى من المهاجمين مرة واحدة فى أى
من هذه الكوابيس ، لكن ما يؤذينى حقا ، هو أدراكى داخل الحلم أننى فى كابوس ،
فأتنبه لضرورة إيقاظ نفسى
-3-
أمس رأيت نفسى نائمة على كنبة الصالة أمام التلفزيون كما
نمت فعلا ، وقد أغلقت باب الشقة جيدا بمفتاحين قبل نومى ، ولكن فى الحلم افاجىء
بأننى أعانى من آرق داخل الحلم ، وشعور شديد بالبرد ، فأتقلب لأفتح عيناى على باب
الشقة وهو موارب ، ويكاد يستعد لتتسع فتحة المواربة ، أستيقظ داخل الحلم مفزوعة
كيف للباب أن يكون مفتوحا وقد أغلقته بنفسى
كيف ؟
أنتبه داخل الحلم أننى بالتأكيد أحلم ، وأن هذا كابوس ،
أوقظ نفسى عنوة ، فتبدأ معاناتى الحقيقية مع الكابوس المزعج ، وصراع بين موتى
الصغير وحياتى الحقيقية ، أسحب روحى من قبضة موتى الصغير ، أنزعها لأعود للحياة من
جديد لأخرج سالمة من الكابوس المفزع والذى فى الحقيقة هو ليس مفزعا أبدا ، الفزع
الحقيقى فى الإحساس المؤلم وأنا أنزع روحى من يد الموت الصغير ، تعب كبير فى جسدى
كله ، جسدى يهتز ، وقلبى يخفق بسرعة وبشدة وعينى مغمضة تماما وكأن أحد ما أبرحنى
ضربا بعصا غليظة جدا على كل أعضاء جسدى .
أخرج كل ليلة من الموت بحياة .
لكن إلى متى يستمر الآرق بإصرارى على الشعور بموتى
الصغير كل يوم ورفضه للنوم ؟!