تجلس فى حضن الكهف البعيد تنتظر الوحى
تقاتل هؤلاء الذين يقتحمون كهفها كل فترة محاولين إثنائها عن عزمها القوى فى الأستمرار بقوتها
تقتات الساحرة الشريرة على ورق مكتوب عليه أحزان كبيرة ، وتنظف روحها بأيات طيبات لربها الحبيب
نعم فهى تؤمن بالله الذى ينكره الاخرون ، وتقول أنه الذى خلق شرها ولن يغضب من ادائها الشرير
تطرد هؤلاء الذين يدخلون عليها بجلابيبهم البيضاء الناصعة
- هيا اخرجوا من هنا ، فأنا لا أصدق فى ذلك البياض ايها المدعين
- انتى بائسة وحزينة ايها الساحرة المسكينة ، لقد مات سحرك وما عاد لك سوانا ، نحن الطيبون
- حتى لو مات سحرى يا مدعون الطيبة ، لن ألجأ لهذا الكذب ، الابيض ليس لونا طيبا ، بل هو لونا خبيثا
- انت زنديقة تستحقين الحرق حقا ، لقد وقفنا بجانبك كثيرا وسامحناك فى نبؤاتك التى أذيتى بها الكثيرين
- انا لم أؤذى شخصا واحد بنبؤاتى ، واذا استطعت ان تحرقنى افعل ذلك دون تردد ، انا من اعرف جيدا كيف يحافظ على الهى ، اقتربوا ايها الملائكة الكاذبة ، احرقونى ان استطعتم
- هل تعتقدين انك ستستخدمين شرك لمنعنا ، ابدا ، نحن لدينا إيماننا بالخير والسلام والحب ، سنحرق شرك به
- اذا فلنتنافس على ذلك ، جرب تحرقنى ، وسأجرب منعك ، لنرى خير مفتعل ام شر بإيمان حقيقى
وقفت الساحرة الشريرة خارج الكهف ، ووقف الجميع من ذوى الجلابيب البيضاء ، واستعدوا لحرقها بعدما اشعلوا مشاعلهم ، وهى وقفت تنظر لهم بثبات وابتسامة عينيها الناعسة ، وكلما رموا عليها النار تنطفىء وكأنه تسقط على ماء مثلج ، يتعجبون كيف لا تحترق ، يستعينون بقوة أكبر ، يقال عنها أمن الكهوف ، يحاكمها الرجل بكلمة ، ثم يجبرها على خلع زيها الأسود الراقى ، ويأتى لها بحيوان مفترس كبير ليأكلها ، تتألم الساحرة الشريرة وتبكى من منظره ، ولكنها تستعيد قوتها مرة أخرى ، وتنظر للحيوان المفترس بثبات وابتسامة وصمت ، يتراجع الحيوان خائفا ، بل ومبتعدا ، يتعجب كل الوقوف.
- انت سحرتى الجميع ، توقفى عن أعمال السحر يا مشعوذة يا ماجنة
- والله لم افعل شيئا ولم اقل حتى تعويذة سحرية فى سرى ، انما انتم من لا تؤمنون بالطبيعة ، لاتصدقون بالمواعيد.
لنهايتى موعد لا علاقة بكم ، بل على يد القوى وانا فى انتظاره.