حلما جديدا لصاحبة السفينة التى لم تجد لها بحرا

بالأمس كان الرعد والبرق يخلعان القلوب بصوتهما وقفت انا الساحرة الشريرة مجنحة ذراعى بعبائتى البيضاء الخفيفة
ادعو الله ببركة نور السماء الخاطف هذا وصراخ الارواح الخائفة النابع من هذا النور ان يرحم كل من مات ونام وحيدا ويستمع الان لصراخ ارواح هائمة لا تهدأ من الآلم ، درسا قاسيا للأحياء والأموات
فالأرواح المتعبة
لاتهدأ وهذا مصيرها دائما ان تكون صوتا رعديا يصاحب برقا يغشى الابصار ليمطر علينا خيرا لا نهائى
************************
ارسلت الصديقة الرقيقة "عندما صنعت سفينتى .. جف البحر"
هذا الحلم

ادركت بأن بيتى ينشق نصفين والمياه بدأت تتسرب وكأنه ظهر لسفينة تكسرت نصفين بفعل العوامل الزمنية واخذت ألمالم حاجتى بشتات غريب وخوف من المجهول ومن المفاجأة ولا أعرف ماذا اضع فى حقيبتى وظهرت أمامى فجاة صديقة لى لا تخذلنى عادة إن احتجت إليها وعلى ملامحها كل التعاطف والقلق لأجلى ووجدتها تلملم لى اشيائى التى لا اركز أن احملها وتساعدنى فى التنقل من النصف الذى امتلأ بالمياه والذى قد أوشك على الغرق وفى نفس اللحظة ظهرت أمى امى فجأة وكأنها كانت خارج المنزل أو السفينة كما رأيت لا أدرى تقول لى لا تخاف لقد وجدت لنا غرفة صغيرة عند إحدى جيراننا القدامى التى لم تخذلنا يوما إذا احتجنا إليها فى نفس اللحظة تذكرت أن الغرفة المقابلة يقنط بها أحد ولا اتذكر من هم .. فتحت باب الغرفة لأحذر من بها وجدت ثلاثة 2 من زميلاتنى وواحد ولا اعرفه ولكنى اعرفهم جيدا نظروا إلى بنظرة غريبة وبأبتسامة أوجعتنى لماذا لا أعرف ولكنى قمت بتحذيرهم بأن المكان يغرق وان الحجرة أو هذا الجزء من السفينة قد أخذ فى الميل بعض الشئ ففزع بهدوء أو تصنع لا أدرى وفى نفس اللحظة ازدادت دقات قلبى سرعة وخوفا فحملتنى امى على كتفيها وأخذت تهرول بى يمينا ويسارا ويزداد الجو رعبا ويزداد حالة الاضطراب خارج المنزل وفجأة رأيت رجلين احدهما شعره زاحف للوراء ضحكتهما مروعة لى وبوق السفينه أراه من بعيد وصوت نفيرها القوى يدوى فى سكون الليل المرعب وأنطلقت السفينة كأنها صاروخا واخذوا الرجلين يلقون داخل المنزل بقذائف من النيران على البيت كله عامة وعلى أنا خاصة فى مواجهتى وانا أفكر فى كيفية الهروب والخروج لسيارتى فى الخارج وفجأة أتت تجاهى زجاجة بها نيران ولحسن حظى جاءت وراء رأسى مباشرة ولم تلسعنى ووجدت عندى شجاعة ومسكتها بيدى وأنا اردد بلسانى لا الله إلا الله لا إله إلا الله واردهها بقوة غريبة وقررت إلقاء الزجاجة على الرجل ذاته واريد ان انطق "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " ولكن لسانى لم يستطع نطقها وكانها تعلقت بحلقى ولكن عقلى أخذ يرددها وألقيت بكل خوفى وقوتى بالزجاجة على الرجل فحرق شعره وابتسم واسرع بالهروب واستيقظت من نومى وانا أردد الحمد لله الحمد لله وكانت الدموع عالقة بين جفونى وجلست على سريرى وبكيت من ماذا لا أعرف ثم نمت مرة اخرى ولم احكى هذا الكابوس لامى ولا يوجد عندى الرغبة فى الحكى لا اعرف لماذا ايضا.وفى النهاية كل ما علق بذهنى هو خوف صديقتى على وبرود الاخريات وحمل امى لى على كتفيها وعدم قدرتى على قول و"ما رميت اذ رميت ولكن الله رمى" ونطقى لها بقلبى وعقلى وترديدى كلمة لا إله إلا اللهلو حد عنده تفسير يفسرهستنى ردك فى المدونة بتاعتى الى انا حكيا فيه الكابوس انا عارفة انى هتعبك تسلمى

وكل سنة وانت ساحرة جميلة وطيبة
تفسير الحلم
السفينة بيت والبيت سفينة والكل يعرف ذلك بالطبع ، بيتك يمر بظروف قاسية له فترة ليست قصيرة وهذا يسبب القلق الكبير لك ، خاصة وان هذا البيت كان كالسفينة التى تسير فى المياه الهادئة بلا اى خوف ، وفجأة وكأن عاصفة مرعبة هبت على السفينة البيت لتدمر كل شىء وتقتل وتحرق من فيه ، ومن الواضح انك شخصية مولعة بالبحر والسماء والسفن تشغل حيزا كبيرا من فكرك وهذا واضح تماما من اختيار عنوان مدونتك ، والذى يقول ببساطة ان حلم الخلاص لديك كان فى صنع سفينتك ولكن اليأس جفف مياه البحار فجأة ، كذلك حلمك السيريالى الرائع ، لا تقلق فأن هناك لهجة تحذير واضحة فى الحلم من انه لابد من الخوف ، فانت لك قلب حديد لا يهاب شىء ولا يخاف من أحد ولا يخشى المجهول ، بل على العكس تماما يواجه المصاعب ويقف صلب امام الاعاصير ، لذلك لن يستمر الحال طويلا ، هناك من يريدون تحطيم هذه العزيمة وتنيك عن الاصرار لتحقيق احلامك فى ثباتك فى البيت الذى تحبه جدا جدا ، فالبيت بالنسبة لك هو امان لا نهائى شأن الجميع ولكن معك الامر زائد قليلا ، لان البيت بالنسبة لك هو سكن وعمل ومستقبل واشياء كثيرة يمثلها لك هذا البيت المخلوع عليه قلبك ، اما الصديقة التى ظهرت ، فلن تتخلى عنك ابدا ، والرجلين المروعين هما موجودان فى الحقيقة ولك علاقة بهما وهما ناعمان تماما ولا يظهران لك ما يبطنانه تجاهك وهم يحسدونك تماما ويتمنون زوال نعمة البيت الت تنعم به ، كفالك الله شرهما يا رب ، اما تأكيدا على ان الله سينجيك من اى خطر قد تتعرض له سفينتك التى هى بالتحديد حياتك وحياتك لا تهنأ دون بيتك فكن على يقين ان دعوات الام وحبها الشديد لك سينجيك من أى خطر حتى وان كان هذا الخطر نيران حارقة واعداء غير مرئيين ومحاولتك الفاشلة فى الهروب لسيارتك كانت فى صالحك تماما ، بمعنى انك لا تتعجلى التحاور مع اعدائك ابدا ، فتمهلى قليلا ، لانه من الواضح انك شخص عصبى المزاج وسريع الغضب وهذا لن يقيك شرهم ، ولحسن الحظ انه يغلب عليك الايمان الشديد بالله مما يجعلك تصبرين قليلا وانت ترددين لا اله الا الله ، ولم تستطع ان تقول " "ما رميت اذ رميت ولكن الله رمى" لأن الله سبحانه وتعالى يخبىء لك مفاجأة سارة تخص اعدائك، بمعنى اوضح أن هناك اشخاصا أذوك أذى واضحا فى اعز ما تملكين من الدنيا وهو بيتك ، ولكن الله سبحانه وتعالى سينتقم لك منهم دون تدخل منك ، وهذا كله بفضل صبرك على البلاء الذى حل بك ودعاء والدتك التى تخاف عليك اكثر من نفسها ولكنها لا تستطيع التعبير عن ذلك الان ، ولا اعرف لماذا ولكنها تحملك بالفعل على رأسها ، هذا الحلم تنبؤى تماما ، فانتظرى اخذ حقك ممن ظلمك ، لانك بالفعل حزينة ولكنك لا تظهرين هذا الحزن ابدا وايضا لا تحبى فكرة الانتقام ، لذلك هما شعوران يربكان مشاعرك الداخلية فكان هذا الحلم حسما لهذا الارتباك ، لا تحزنى فالله وامك وصديقتك معك ..