سأحكى لكم قصة حياتى الأخرى أو قصة نصفى المسيحى .
-1-
فى المدرسة كان يعتقدنى المدرسون وبعض الزملاء مسيحية من شكلى أوأسمى ربما ، وكانوا يأخذون منى موقف ، حتى يروننى أحضر معهم حصص الدين الاسلامى ، كان هذا الاحساس يضايقنى جدا ، و يقربنى عاطفيا من زملائى المسيحيين بالفصل ، وبدأت أنجذب لهم عفويا ، واصبح لى أنتيم اسمه "حنا" لم نفترق طوال فترة الابتدائى ، كان فقط ما ينقصنا ان نحضر حصص الدين سويا ...
بدأت أقرأ فى كتاب الدين المسيحى ، كما أقرأ فى كتاب الدين الاسلامى الركيك الذى ندرسه فى الابتدائى ، وكان الاستاذ "عيسوى" مثله مثل الاستاذ "مينا" ، سطحى تماما ولا يشرح ، انما يحفظ يحفظ فقط ....
-2-
أنتقلت للأعدادية ، فرضت علينا المدرسة أن نرتدى "طرح" ، لأن صاحب المدرسة الحاج احمد الصعيدى ، الذى حضر مصر عامل تراحيل يومية ثم سافر السعودية ، عاد منها الحاج هو وزوجته " ابلة نادية " ، ونظرا لأنهم "تبهئوا " أو تدينوا بالطريقة البهائية ، فلا يجوز للبنات أن يجلسن بجوار الاولاد ، لكن يمكن أن يكونوا فى فصل واحد ، وتلبس البنات جلباب وطرحة ، فكانت المدرسة أشبه بمعهد أزهرى ، رغم انها كانت مدرسة خاصة ولكن هذه الطريقة "البهائية" اراحتنى فى الثلاث سنوات الأعدادى من الشك بى ، بداية من الناس فى الشارع وحتى المدرسين والتلاميذ انى مسيحية ، خلصنا الاعدادية .
-3-
فى المدرسة الثانوية ، أعلنت تمردى على الأغطية ، بداية من الرأس وحتى بعد الرقبة قليلا ، أشعر انى ألف على رقبتى حبل ، و"أن على دماغى حلة نحاس هاتعوج رقبتى من تقلها" ، خلعت الطرحة فى اجازة الاعدادية ولم تعترض عائلتى لانهم لم يفرضوا على سلوكا مظهريا او اخلاقيا ابدا فى حياتى .
وجائتنى صديقة طيبة ، حاولت أن تهدينى وتخرج من رأسى افكارى الكافرة وتبعدنى عن أصدقائى المسيحيين ، لكنها فشلت فشل جعلها تشيع فى المدرسة انى اتنصرت وبقيت مسيحيية؟ "أه والله "
-4-
بدأت اتجه للمعهد اللى اتعلمت فيه الكمبيوتر والانجليزى ، نفس الانطباع طبعا ، هو أيه اللى هايتغيير ؟ ، تأخدنى روحى بتلقائية لمصاحبة مجموعة من الشباب ، يكون من بينهم كيرلس ومينا وبيشوى وجورج وأمجد ، كلهم شباب ، لأن تقريبا لم تكن هناك الكثير من البنات والموجودات منهن ، كانت وجوههن الملونة تشبه بيض شم النسيم ، وملابسهن "مشخلعة اوى" ، ظللت اتحرك مع أصدقائى الذين أخترتهم ، حتى انتهيت من المعهد وانا محسوبة على اصدقائى ..."العيال المسيحيين راحو ، العيال المسحيين جم " ...
-5-
فى الجامعة ، صاحبت ناس جديدة ، فيكون اول شىء يقال لى بعد تعميق صداقتنا " على فكرة احنا كنا مسترخمينك اوى وفاكرينك مسيحية ، فيكون ردى الوحيد عليهم ومعرفش ازاى كنت عاملة فيها فاهمة وارارى ، مالهم بقى المسيحيين - دول اخوتنا ودمنا وحتا مننا ، احنا كلنا ولاد ربنا ... ولاد ربنا ايه انت كافرة ولا أيه ، ربنا لم يلد ولم يولد؟
- ما انا عارفه بس برضه احنا ولاده
- هما بيقولوا ان المسيح ابن الله؟
- طب وماله ما احنا كلنا ولاد الله
- يابنتى انت مجنونة ولا هبلة ولا كافرة؟!
- الرسول قال ان الدين عند الله الاسلام
- الاسلام افهمه بطريقتى وانا حرة ، الاسلام بكل ما هو جميل وعظيم وخير ، الاسلام بما ينقى روحى ويطلق طاقتى الطيبة لكل الناس ويخلى الحياة كلها حب فى حب ، الاسلام يعنى اسلم بكل ما امر به من محبة وطاعة ورحمة وحاجات كتير جميلة قالت عليها كل الاديان ، والتسليم بوجود إله موجود فى كل دين .
- احنا مش فاهمين منك حاجة ، احنا مش هانقعد معاكى تانى باينك مجنونة وفى حاجة فى مخك؟
-6-
بدأت مرحلة العمل ، من اول يوم و لمدة 6 شهور ، تعامل معى الناس بتحفظ شديد لأننى مسيحية ، أه البنت الجديدة المسيحية ، "هى صحيح مسيحية بس كويسة اوى ، دى احسن من المسلمات اللى معاها فى المكتب ... بت جدعة اوى"
بدأت اتحرك فى الحياة وحدى، مرة يلمحنى الساعى وانا أدخل كنيسة قصر الدوبارة فى التحرير ، أو نازلة محطة مارى جرجس ، او تلمحنى موظفة داخلة جامع السيدة زينت ، او جامع الفتح ، اصلى قبل ما انزل اكمل يومى فى وسط البلد ، حتى أصابهم جنان واحتاروا ، وإذا بمديرى يسألنى سؤال مباشر ،
"بقولك ايه ، انت مسلمة ولا مسيحية ؟"
فقلت له ، الحمد لله كالعادة والحمد لله هذه عندنا معشر المسلمين يعنى مسلمة ، وكأن لو لى ديانة اخرى فليس هناك حمد لله ، ودخل معى فى مناقشة كالعادة
" بس شكلك مسيحى وبتلبسى لبس مسحيين "
لم أفاجأ وقبل أن ابدأ معه مناقشة أعرف نهايتها ، قلت له
"دى حكاية قديمة ..."
-7-
لازالت هذه الظاهرة مستمرة معى ، فمثلا كل ما اركب تاكسى يا جماعة بالصدفة يطلع سائقه مسيحى يقولى " على فكرة انا ركبتك معايا عشان انت مسيحية " واتابع الحديث معاه عادى جدا وانزل وهو بيدعينى اروح الكنيسة اتعرف على ولاده يوم الاحد ...ويدعيلى كتير اوى ان ربنا يكرمنى ، لان متدينة وطاهرة ...
وفى اخر الامر ، ربما ابدو مسيحية لأننى كما قال لى احد الرسامين اصدقائنا اشبه ايقونات الفيوم ، او ربما اعشق مفتاح الحياة الذى يعمدنى مسيحية حقيقية ، او ربما لاننى اصادق المسيحيين طول الوقت ، او لاننى مؤمنة ان روح الله تسكن كل الطيبين وانه ابى ...
لا اعرف ، لكن كل ما اعرفه ان افضل شىء على الاطلاق ان لا اسأل احد ابدا ما دينك ... فدينى لى فقط ، لا يهم غيرى
-8-
بعد سنوات ، كنت سعيدة بأننى أرتدى مفتاح الحياة الذى يأخذ شكل الصليب وخاتم به أيه قرأنية ، وعندما يتسأل احد عن المعنى ، فاخبرهم عن تاريخى مع كون شكلى يعطى شكلا مميزا يحسبنى على المسيحين فقط ، فأجد الاجابة من كل الاشخاص الذين حكيت لهم الحكاية أنهم أيضا تعرضوا لمثل ما تعرضت له وان كل المصريين شكلهم مصريين (قبطيين ) سحنة واحدة
إذا أنا مش مسيحية أنا مصرية قبطية مأصلة مية فى المية .
أه بالمناسبة نسيت اجيب الدليل (فى المتحف المصرى فى الدور الثانى بقاعة المياموات ستجدون مومياء لاحد الفراعنة من الاسرة الثامنة والعشرون تقريبا اسمه امنحتب هذه المومياء تشهبنى وكأنها أنا ) فرعونى فرعونى
** تعديل اخير (أنا فرعونية قبطية ) وبس
هناك ١١ تعليقًا:
حلوة وصادقة قوي يا سهى..
نفسي فعلا الناس تفهم ان الديانة دي شيء شخصي جدا ولا يصح أبدا أن يسأل أحد الآخر عن ديانته، لأن ما بعد الاجابة على السؤال المفروض يكون ايه؟؟؟
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم "الدين المعاملة".
سهى اتكلمتي فأنجزتي حقيقي البوست دا هايل ولازم تنشريه أكتر من كدا لأن مصر فعلا في أمس الحاجة للمثقفين أمثالك
موفقة جداً وارجوا ان ننسى هذا السؤال السخيف عن الهوية الدينية في ثقافتنا المصرية الجديدة
حماده زيدان
مبهور بصدقك....واصلي
بصراحة مقالة هايلة و مش عارف ليه انا كنت مزقطط و انا اقرأها.. ربما عشان صدقك و الصراحة التى تكلمتي بها. و ربما عشان جبت سيرة اننا اولاد ربنا و انه بيحبنا و ده اكبر حاجة بتفرحنا احنا المسيحيين.. يوه اديني قلت اننى مسيحي .. على العموم ربنا ليه طرق كتير يتعامل بيها مع كل واحد و اجمل شئ ان الواحد يتأمل فى الاحداث التى مر بها..
بصراحة اول كلمة في المقال شدتنى على الرغم انني اعتقدت ان صاحبة المدونة مسيحية و خصوصا من صورتك المنورة للشاشة و شجاعتك
طلب اخير : انا وضعت نسخة من مقالتك في مدونتى ينفع ام اكتفي برابط فقط؟
صديقى المجهول اشكرك بشدة على ثنائك على تدوينتى المتواضعة
حمادةزيدان
صديقى المثقف الجميل ، قوم بالواجب بقى وصيت البوست ، ويدينا ويديك طولت العمر يمكن يعمل حاجة ى يوم من الايام
الحلاج
اشكرك على صدق ثناءك اصلا
امير
والله انا ما عارفة اقولك ايه او ارد عليك بأيه ، انت اخجلتنى بكلاماتك المشجعة جدا والمحفزة على الكتابة والقراءة والفكر والتامل ايضا ، سعدت بك كثيرا يا صديقى
واتمنى ان تزور مدونتى الاخرى والتى تحمل اسم سهى زكى فيسعدنى التواصل الابداعى بيننا بالتأكيد
بصراحة انا شدنى المقال او ان صح القول خواطرك الحقيقية بس مش عارف هل انت متدينة بدين الاسلام او تتبعى افكار الاخرين لخبطينى مع ان اسلوبك ممتع فى الكتابة هل انت مش متعمقة بالدين الاسلامى الذى هو دين الله الاوحد ولا يشاركه على الاطلاق دين اخر ونحن نعلم ان التعاليم المسيحية والتوراتية كلها جمعها القران فى 114 سورة وجعلها الله دين الاسلام ومن يبتغى غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الاخرة من الخاسرين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين أهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولاالضالين.
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هوالله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
بسم الله الرحمن الرحيم
كهيعص ذكر رحمت ربك عبده زكريا... فأجاءها المخاض إلى جزع النخلة ... قال إني عبدالله آتاني الكتاب.
anwo_neanaa@yahoo.com
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين أهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولاالضالين.
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هوالله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
بسم الله الرحمن الرحيم
كهيعص ذكر رحمت ربك عبده زكريا... فأجاءها المخاض إلى جزع النخلة ... قال إني عبدالله آتاني الكتاب.
anwo_neanaa@yahoo.com
إرسال تعليق