كجنيات الحواديت
الشقية التى تندس كورقة شجر خفيفة بين كتب الأساطير ، تخرج بقصص مرسومة للحياة ،
صدقت بها إن الدنيا ما هى إلا قدر مرسوم على حيطان أحلامنا ، تلك التى ننساها مع
الزمن ، ولكن يعاود ويفاجئنا بتلبيتها فى وقت يأس نكون قد فقدنا فيه الحلم أصلا ،
سعاد عبد الرسول ، أسما مميزا لفتاة جميلة لم تصبح أمرأة ناضجة بعد ، مازالت تعيش
ببراءة المراهقات الساذجات مرة وشقاوتهن مرة أخرى ، بما فى ذلك من مواصفات لا
تنتهى لتلك المرحلة التى تؤرق كل الناس وتداعبهم على مدار العمر ، براءة الحب ،
والإخلاص الآبدى ، والصدمة الأولى وحزنها ، وعند التحدى للأهل ولمن ينتقدها ، سعاد
بأبتسامتها الطفولية ورقة صوتها وهدوء إنفعالاتها تجبرك على التأمل فى مساحة
عينيها السوداء لتعرف ، من أين تخرج تلك الطيبة ، حتى وأن حملت الألفاظ والكلمات
شرا ، لا تصدقه ، تمرر سعاد يدها على جروح أحبائها فتشفيهم كقديسة تعرف أن الشفاء
طاقة حب قبل أن يكون دواء ، تتألم بشدة لدموع حواء مهما أن كان سببها ، لانها تعرف
قيمة رحم الأم ، وأهمية قلبها الذى تسكن فيه كل الناس ، من قضم من عمرها ورحل ،
ومن بقى كأبن طيب يقتات من شرايين قلبها دما نقيا ربما يمتد للأٍسرة الفرعونية
الاولى ، تصنع من الألوان أجنة فى رحم أمهاتهن يعرفون أنهم سيخرجون لمعاناة وقسوة
، فتضع سعاد فى عيونهم احساس خوف وقوة وتربطهم بشدة فى الرحم ، وتقرر كأله للوحتها
أن يظلوا معلقين بحبل أمهم السرى لآجل لا تعرفه ، لكنها تشفق عليهم من ذكريات
يصنعها القدر ، فتؤرقها الشيخوخة ، تربط الحزن بالإنجاز ، والتجلى فى أحضان ذاتها
التى تأخذ من نور الله قبس شفافا ، ربما تجد الوصف مبالغا ، وربما تعتقد أننى أكتب
عن شخصا غير أرضيا ، ولكن من يعرف البنت سيعرف ماذا اقول ، وهى تشبه كثيرات من
النساء فيهن لكل شىء مكان إلا لأنفسهن ، تشبه سعاد عصا موسى ، يتكىء عليها الأخرون بكل قوتهم ، وعندما
تشعر أن صلابتها ستنهار لا تحاول ان تتخذ قرارا بأن تتحول أفعى تلتهم كل من تحولوا
لثعابين ، لأنها يكفيها معرفتها بأنهم فى الأصل عصى خرزانية بلهاء سيستندون عليها
وقت حاجتهم ويرحلون ، ليس للاختلاف توصيف ، لذلك فستحتار لتعرف فى أى شىء تختلف عن
غيرها سعاد ، فهى تذوب عشقا فى الناس وتمتص صورهم وتتأملهم بريشتها الذكية ،
وتفهمهم بمجرد النظر ، لكنها احيانا وكأى بشر تخطىء فى تقييم من يقترب منها لغاية
، وتحكم عليه بحسن النية التى ترى الاخرين به حتى يثبت العكس ولكن ويالا قسوة لكن
عندما تكتشف سوء نوايا الاخرين ، تتحول للعنة خبيثة فى حياة هذا الشخص بلا اى
مجهود حقيقى منها ، ولكن طاقة غضبها تصل لذلك الشرير المستغل وتخرب له مشاريع
الاستغلال الجديدة الذى يستعد لها ، وهى جالسة مكانها فى هدوء تتابع برنامجها
المفضل او تحدث احداهن عن حلم جديد بلوحة تؤرقها ، تفترش ألوانها بعشوائية ، وتقلب
فى اللوحات ايهما يصلح للوحتها الجديدة ، وفى النهاية تذهب لورقة صغيرة تكتب فيها
كلاما يزاحم لوحتها ، تنتهى منه ثم تذهب لتدليل فكرتها على اللوحة الجديدة ، لا
تلهث سعاد خلف الجوائز والمعارض والاحتفاءات المجانية بلا مبرر، ولكنها تتحرك
بهدوء موهوب يثق ان الفن لا يفرض وانما يأتى الناس للبحث عنه ، تفصل ما بين أكل
العيش والفن قدر ما تستطيع ، وتحاول دائما ان تعلم الفن لكل الناس ، بداية من
تكوين ملامحها المرسوم بيد نحات جميل فأخرج قطعة فنية لا تشبه غيرها ، مرورا بذكاء
اختيار الوان ملابسها ، وتسريحة شعرها ، ونهاية بلسان لا يلفظ الا الكلام الجميل
حتى وان كان جارحا ، فهى تصارح أحبائها بما يضايقها دون أن تجرح مشاعرهم ، كيف
لناس مثل سعاد ان يكونوا تعساء يوما ؟ لايمكن لمن يعرف قيمة التسامح والمحبة أن
يعرف للتعاسة والخوف مكانا ، لاتخاف من بشر ، ولا تخاف من جن ، تعرف قيمة امس
وتعرف قيمة غدا ، لا تهتم بمن سرقوا من عقلها افكارا ، ولا من روحها احلاما ولا من عمرها اياما ، وببراعة أم ولادة حنونة ،
تركز فيمن يحتاجها ، وتتناسى هؤلاء السارقون ، فتهب للأطفال فرح يدوم فى ذاكرتهم
حتى يكبرون ، فتصبح فرحتها لهم احد ذكرياتهم الشجية ، وتصنع للكبار صورا صادمة عن
اوجاع يتجاهلونها ، فتصبح سعاد بفنها وإنسانيتها طبيب نفسانى ومعالج روحانى لمن
يعرفها .
الاثنين، ٢٩ يوليو ٢٠١٣
الخميس، ١٨ يوليو ٢٠١٣
أميرة المطبخ السمراء
عدسة راندا شعث
ليس دائما البنات هن ألطف الكائنات ، لكن الأكيد هن أقوى
من صنع الله على الأرض ، البنات تعرف كيف تعشق، كيف تنتقم ، كيف تقاوم ، كيف تربى
؟
البنات هن صانعات البطولات الحقيقية أمهات الابطال فى أى مجال .
البنت لا تقهرها الظروف ولا تتحكم فيها غريزتها
.
ولا تقهر برجل يترك لها الأحلام طائرة فى الهواء لتلاحقها فتنزل على
رقبتها .
ربما تموت وربما تعيش طول العمر مكسورة الجناح ، بل هى بكل فخر تحلم أحلاما
جديدة لا تملكها لآخرين سواء كان رجل يحبها أو لأصدقاء يهتمون لها ، لديها إمكانية
الساحرات على وضع خلطة سحرية لكل من تحبهم وعندما يأكلون منها ، تجدهم يشاركونها
دون ان تطلب هى بهجة تحقيق أحلامها .
للبناء أصول يا أهل التعب ، للحياة المؤلمة
قوانين ، ليس كل من هب ودب يستطيع ان يبنى خاصة بناء مثل بناء سمية ، طوبة فضة
وطوبة حمراء ، هى لاتبنى بطوب ذهب لانها لا تطمح له ، لكنها تبنى بناءا لايطمع
فيه الأخرون ، لا ينظرون لبنائها على أنه بناء لإمراءة طامعة فى ملك وسلطان وإمارة
، بل بنايتها التى ذاقت الآمرين لتنهيها عن قريب تتكون من طوب جرانيتى عتيق وطوبات
فضة مبهجة .
سمية لا تعرف ما هو الماضى ؟
لا تحاول ابدا استقراء أسباب مروره ، ولا
تنظر تحت اقدامها بحثا عن عطايا الأرض التى تصدق تماما فى طيبتها ، لكنها تعتمد
بشكل كبير على ذراع قوية وقدم عفية ، وذكاء أنثوى راق،وأخلاق فتوة يحمى اهل منطقته
من اى عدو او غريب ، تظلل على أحبتها كجميزة طيبة بخير ومحبة وأمان ، فتشعر وأنت
تجلس فى فسحة روحها الشفافة أنك تحتضن الحنان نفسه ، لها قسوة فى تعبيرها عن
محبتها ، لا تجيد التحدث بلسان معسول ، لكن فى كلماتها القاسية تلك سترى حنو أمها الصعيدية
القوية بملامحها السمراء .
سترى فيها بسهولة حواديت السنين تمرق على جبهتها البرونزية
كشاشة عرض لأحزان العمر الذى لم تتركه سمية مهدورا .
أعادت سمية تدوير مخلفات
الحكايات وصنعت منها طبقا شهيا من المحبة والسعادة لها ولمن حولها ، سمية تجيد
الإستفادة من كل الفتافيت التى تقع من حواديتها ، لا ترمى الفتافيت فى سلة
المهملات ، ولا تدع للنمل والصراصير فرصة لإلتهامها .
تجيد البنت العفية ذات الصوت
العالى والطول الانثوى الفارع طهو أطباق الحواديت بمكونات طبيعية تماما ، فهى تضع
قليل من دمع مخلوط بابتسامات لا تتوقف لكل من تعبر به الطريق او يدخل عليها فسحة
روحها ، ثم تضيف بعض الزغاريد التى تبشر الجالسين بقدوم الخير حتى وإن تأخر ، كما
تقوم بعد كل ذلك بوضع الخليط على نار متأججة من الأحلام التى لا تتوقف عند حد ،
تلمع عين سمية اذا ما شعرت بمحبة الناس الحقيقية لها ، وتنطفىء وتكاد تكتئب إذا ما
تأكدت ان هناك من يعاملها بزيف وكذب ، حتى وان جاملها وقال لها كل قصائد الشعر
الجاهلى الذى قالها قيس فى ليلى ، حجر كريم ، تعتقده من بعيد مجرد قطعة حجر ، لكن
ما أن تلمسه يد وتفحصه عين خبيرة ، تدرك كم لهذا الحجر من قيمة أغلى من قيمة الذهب
.
تدخل سمية فى طرقات كبيرة وفاخرة وأزقة ضيقة ، لم تبهرها تلك الشوارع ولم تزعجها
الآزقة يوما ، فقط تسعد بأن رفيقا طيبا وجميلا يسير معها فى اى طريق ، هى من ذلك النوع الذى يسبك لتأخذ الدواء ، ثم يحتضنك إذا ما اصابك وجع ،
وتأكل من يعاديك بأسنانها ، باستطاعة سمية ان تقود جيشا كأميرة حبشية برقة ضفائرها
التى صنعتها الوصيفات ، وبصلابة جسدها الذى زاده شقى السنين قوة وجمال ، لم تكن
يوما سمية فقيرة ، لأنها ترى أن الفقر فقر الروح والوعى ، وبذلك أصبحت سمية غنية
جدا فى زمن قياسى ، بتنمية وعيها وخروجها من برواز العادات العتيقة التى تحبس
النساء العائدات من غربة الغدر فى قمقم العيب والصح ، تحررت بكل ما تملك من وعى
اكتسبته بنفسها ، وبتربية روح قامت هى بترويضها وملأت خزانة مستقبلها بناس وكتب
وأطباق حلوى لن تنتهى صلاحيتها أبدا ، وما بين خروجها من بيت أهلها ، وعودتها اليه
استطاعت ان تصبح أمرأة قوية وناجحة قدوة لسيدات وفتيات كثيرات .
-
تحلق حول
رأسها عصافير جنة بهالة ضوء كبيرة
-
يأتيها خبر
سعيد قبل نهاية العام بمفاجأة لا تتوقعها
-
ستركب طائرة
مرتين فى الفترة المقبلة
-
ستوضع صورتها
على غلاف احد اشهر مجلات الاطعمة العالمية
-
تنجح فى تقديم
برنامج شهير عن الطبخ
-
سيكبر مطعمها
رغم جماله الحالى ، ولكنه سيتم توسعته عن قريب
الجمعة، ١٢ يوليو ٢٠١٣
هانزادا تحكى ولا تشكو
هانزادا فكرى اسم مميز ولافت ، يدفعك للتساؤل ما معنى
الاسم ، وعندما تعرف أن الأسم أصله تركى وأنه كان لأميرة تركية تدعى هانزادا وكانت
جميلة الى حد لا يستطيع الشعراء وصفه ، تتوقع ان ترى شخصية تشبه الاسم وقصته
التاريخية ، أطمئن لن تصدم ، لأنك بالفعل بمجرد أن ترى هانزادا المولودة فى القرن
العشرين ترتد لك مشاهد برنسيسات القصر وهن ينزلن متبخترات من على سلالم مفروشة
بالسجاد العجمى ونجف ايرانى تدوى مصابيحه فتصنع هالة الملوك حول وجه الاميرة
الرقيقة ، لكنها ليست أميرة متعالية ، ولا ترغب فى عرش السلطان ، ولم تحلم بأمير
الحواديت ، ولم تحب الشاطر حسن ، هى اميرة عصرية لها افكار جديدة ، تتمرد على جمود
الطبقات المجمدة فى ثلاجة التاريخ العتيقة ، ترفض ان تصبح شبه الاخرين ممن تنتمى
لهم ، فلا تلهو بلا هدف ، ولا تستمتع بلا مسئولية ، الاميرة هانزادا تخطف قلوب
الناظرين لها بلا كلمات مقعرة او غير مفهومة ، هى تنظر لك ابتسامة ضاحكة بلا مبرر
، ولا تخاف من الناس ، هى تعشق الناس وتتودد لهم حتى يقتربون ، ولكن ودها ليس
لانها تفتقدهم ، بل لأن لديها عالم تشعر فيه بغربة ، ولجمالها المميز واصلها
التركى الجميل ، ربما يخاف الناس الاقتراب منها ، فتجدها بكل بساطة وحب ، تقترب هى
، تبتسم تحكى بود غير مصطنع عن مواقف حقيقية مرت بها الان او قبل الان ، يتورط
محدثها الذى يستغربها فى بداية الحديث فى التواصل والرد ، وفى المرة القادمة يسأل
عنها : أين هانزادا؟
هل تعرف
اين هانزادا ؟
إنها تحاول جمع طراطيش العمر الملونة فى سنواتها الماضية
، لتجعل منهم لوحة فنية رائعة وكبيرة ، مقسمة بحكمة بين احبائها ، توزع عليهم
لوحاتها بالتساوى ، تعرف أين هى أيضا ؟ هى تزرع شجرات طيبات فى صحراء خالية من
الماء ،بإيمان أن الله سينزل ماءه فى الوقت المناسب ، وان الشجر سيثمر حتما ،
الغريب انها تترك الشجر فى مكانه وترحل غير معنية بمن سيجنى الثمار ، لانها فى
الواقع لم تكن تزرعه لنفسها ، هى تزرعه لعابروا السبيل الحائرون ، ربما يستظلون به
وربما يأكلون من ثماره .
هل تبحث عن هانزادا الأن ؟
أنها تمرح
مع قططها ، وتحاورهم وتنبه عليهم آلا ينظروا لقطط الشارع بهذه النظرة الدونية
الحمقاء ، "ليس ذنبهم انهم ولدوا قطط شارع ، فربما كنتم يا قططى مكانهم"
.
تختفى
هانزادا فجأة ، ثم تعود بأخبار كثيرة مفرحة ومقلقة ، ولكنها قبل ان تحكى لك عما
بها ، تسألك اولا عن احوالك ، وتهتم لك وكأنك أحد أبنائها ، أو بناتها ، وتتأثر
وهى تسمع الحكاية ، تمتص حكايات الاخرين بوجعها وبفرحها ، وتسعى جاهدة قبل ان
تسألها عما بها من آلم أن تشفى آلمك أولا ، نعم هناك بشر مثلها ، كثيرون ، لكن
المحظوظ فقط هو من يقابلها ، اذا كان هناك تدليلا للعطاء فربما من الافضل ان ندلله
بالانثى ، نعم العطاء أنثى ، وها هى أنثى رائعة تعطى كل من حولها بلا حدود ، وتسعى
جاهدة لان تقول لله وهى ساجدة ، اللهم بارك لى فى ابنتى وأحبتى وصديقاتى ، تدعو فى
صلاتها لمن تحبهم ،تخجل من المديح ، وتخاف ان تقول انها تكتب قصة فهى تشعر كم هى مسئولية كبيرة ان تكون كاتبا ، ورغم ان عملها الاكاديمى كمدرس اعلام بالجامعة الامريكية أخذ من عمرها الكثير الا انه اعطاها خبرة حكيم مبدع ، يكتب من الحياة ما قل ودل ، هى سيدة لا تريد اقحامك فى مشكلتها ، ولا تحاول الاثقال على غيرها ، فقط تحكى ولا تشكو
ولكنها تحكى دائما لمن يهمه الامر .
- ستحل مشكلة
مادية طارئة وتعود اموال منهوبة
- آرث غير متوقع
من شخص غير متوقع
- عمل جديد يلفت
النظر للكاتبة المقلة جدا فى اعمالها
- استقرار عائلى
بعد موجة عاصفة من الهواء الحار
عودة لمكان عملت به لسنوات بمنصب يليق بها.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)