هانزادا فكرى اسم مميز ولافت ، يدفعك للتساؤل ما معنى
الاسم ، وعندما تعرف أن الأسم أصله تركى وأنه كان لأميرة تركية تدعى هانزادا وكانت
جميلة الى حد لا يستطيع الشعراء وصفه ، تتوقع ان ترى شخصية تشبه الاسم وقصته
التاريخية ، أطمئن لن تصدم ، لأنك بالفعل بمجرد أن ترى هانزادا المولودة فى القرن
العشرين ترتد لك مشاهد برنسيسات القصر وهن ينزلن متبخترات من على سلالم مفروشة
بالسجاد العجمى ونجف ايرانى تدوى مصابيحه فتصنع هالة الملوك حول وجه الاميرة
الرقيقة ، لكنها ليست أميرة متعالية ، ولا ترغب فى عرش السلطان ، ولم تحلم بأمير
الحواديت ، ولم تحب الشاطر حسن ، هى اميرة عصرية لها افكار جديدة ، تتمرد على جمود
الطبقات المجمدة فى ثلاجة التاريخ العتيقة ، ترفض ان تصبح شبه الاخرين ممن تنتمى
لهم ، فلا تلهو بلا هدف ، ولا تستمتع بلا مسئولية ، الاميرة هانزادا تخطف قلوب
الناظرين لها بلا كلمات مقعرة او غير مفهومة ، هى تنظر لك ابتسامة ضاحكة بلا مبرر
، ولا تخاف من الناس ، هى تعشق الناس وتتودد لهم حتى يقتربون ، ولكن ودها ليس
لانها تفتقدهم ، بل لأن لديها عالم تشعر فيه بغربة ، ولجمالها المميز واصلها
التركى الجميل ، ربما يخاف الناس الاقتراب منها ، فتجدها بكل بساطة وحب ، تقترب هى
، تبتسم تحكى بود غير مصطنع عن مواقف حقيقية مرت بها الان او قبل الان ، يتورط
محدثها الذى يستغربها فى بداية الحديث فى التواصل والرد ، وفى المرة القادمة يسأل
عنها : أين هانزادا؟
هل تعرف
اين هانزادا ؟
إنها تحاول جمع طراطيش العمر الملونة فى سنواتها الماضية
، لتجعل منهم لوحة فنية رائعة وكبيرة ، مقسمة بحكمة بين احبائها ، توزع عليهم
لوحاتها بالتساوى ، تعرف أين هى أيضا ؟ هى تزرع شجرات طيبات فى صحراء خالية من
الماء ،بإيمان أن الله سينزل ماءه فى الوقت المناسب ، وان الشجر سيثمر حتما ،
الغريب انها تترك الشجر فى مكانه وترحل غير معنية بمن سيجنى الثمار ، لانها فى
الواقع لم تكن تزرعه لنفسها ، هى تزرعه لعابروا السبيل الحائرون ، ربما يستظلون به
وربما يأكلون من ثماره .
هل تبحث عن هانزادا الأن ؟
أنها تمرح
مع قططها ، وتحاورهم وتنبه عليهم آلا ينظروا لقطط الشارع بهذه النظرة الدونية
الحمقاء ، "ليس ذنبهم انهم ولدوا قطط شارع ، فربما كنتم يا قططى مكانهم"
.
تختفى
هانزادا فجأة ، ثم تعود بأخبار كثيرة مفرحة ومقلقة ، ولكنها قبل ان تحكى لك عما
بها ، تسألك اولا عن احوالك ، وتهتم لك وكأنك أحد أبنائها ، أو بناتها ، وتتأثر
وهى تسمع الحكاية ، تمتص حكايات الاخرين بوجعها وبفرحها ، وتسعى جاهدة قبل ان
تسألها عما بها من آلم أن تشفى آلمك أولا ، نعم هناك بشر مثلها ، كثيرون ، لكن
المحظوظ فقط هو من يقابلها ، اذا كان هناك تدليلا للعطاء فربما من الافضل ان ندلله
بالانثى ، نعم العطاء أنثى ، وها هى أنثى رائعة تعطى كل من حولها بلا حدود ، وتسعى
جاهدة لان تقول لله وهى ساجدة ، اللهم بارك لى فى ابنتى وأحبتى وصديقاتى ، تدعو فى
صلاتها لمن تحبهم ،تخجل من المديح ، وتخاف ان تقول انها تكتب قصة فهى تشعر كم هى مسئولية كبيرة ان تكون كاتبا ، ورغم ان عملها الاكاديمى كمدرس اعلام بالجامعة الامريكية أخذ من عمرها الكثير الا انه اعطاها خبرة حكيم مبدع ، يكتب من الحياة ما قل ودل ، هى سيدة لا تريد اقحامك فى مشكلتها ، ولا تحاول الاثقال على غيرها ، فقط تحكى ولا تشكو
ولكنها تحكى دائما لمن يهمه الامر .
- ستحل مشكلة
مادية طارئة وتعود اموال منهوبة
- آرث غير متوقع
من شخص غير متوقع
- عمل جديد يلفت
النظر للكاتبة المقلة جدا فى اعمالها
- استقرار عائلى
بعد موجة عاصفة من الهواء الحار
عودة لمكان عملت به لسنوات بمنصب يليق بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق