عدسة راندا شعث
ليس دائما البنات هن ألطف الكائنات ، لكن الأكيد هن أقوى
من صنع الله على الأرض ، البنات تعرف كيف تعشق، كيف تنتقم ، كيف تقاوم ، كيف تربى
؟
البنات هن صانعات البطولات الحقيقية أمهات الابطال فى أى مجال .
البنت لا تقهرها الظروف ولا تتحكم فيها غريزتها
.
ولا تقهر برجل يترك لها الأحلام طائرة فى الهواء لتلاحقها فتنزل على
رقبتها .
ربما تموت وربما تعيش طول العمر مكسورة الجناح ، بل هى بكل فخر تحلم أحلاما
جديدة لا تملكها لآخرين سواء كان رجل يحبها أو لأصدقاء يهتمون لها ، لديها إمكانية
الساحرات على وضع خلطة سحرية لكل من تحبهم وعندما يأكلون منها ، تجدهم يشاركونها
دون ان تطلب هى بهجة تحقيق أحلامها .
للبناء أصول يا أهل التعب ، للحياة المؤلمة
قوانين ، ليس كل من هب ودب يستطيع ان يبنى خاصة بناء مثل بناء سمية ، طوبة فضة
وطوبة حمراء ، هى لاتبنى بطوب ذهب لانها لا تطمح له ، لكنها تبنى بناءا لايطمع
فيه الأخرون ، لا ينظرون لبنائها على أنه بناء لإمراءة طامعة فى ملك وسلطان وإمارة
، بل بنايتها التى ذاقت الآمرين لتنهيها عن قريب تتكون من طوب جرانيتى عتيق وطوبات
فضة مبهجة .
سمية لا تعرف ما هو الماضى ؟
لا تحاول ابدا استقراء أسباب مروره ، ولا
تنظر تحت اقدامها بحثا عن عطايا الأرض التى تصدق تماما فى طيبتها ، لكنها تعتمد
بشكل كبير على ذراع قوية وقدم عفية ، وذكاء أنثوى راق،وأخلاق فتوة يحمى اهل منطقته
من اى عدو او غريب ، تظلل على أحبتها كجميزة طيبة بخير ومحبة وأمان ، فتشعر وأنت
تجلس فى فسحة روحها الشفافة أنك تحتضن الحنان نفسه ، لها قسوة فى تعبيرها عن
محبتها ، لا تجيد التحدث بلسان معسول ، لكن فى كلماتها القاسية تلك سترى حنو أمها الصعيدية
القوية بملامحها السمراء .
سترى فيها بسهولة حواديت السنين تمرق على جبهتها البرونزية
كشاشة عرض لأحزان العمر الذى لم تتركه سمية مهدورا .
أعادت سمية تدوير مخلفات
الحكايات وصنعت منها طبقا شهيا من المحبة والسعادة لها ولمن حولها ، سمية تجيد
الإستفادة من كل الفتافيت التى تقع من حواديتها ، لا ترمى الفتافيت فى سلة
المهملات ، ولا تدع للنمل والصراصير فرصة لإلتهامها .
تجيد البنت العفية ذات الصوت
العالى والطول الانثوى الفارع طهو أطباق الحواديت بمكونات طبيعية تماما ، فهى تضع
قليل من دمع مخلوط بابتسامات لا تتوقف لكل من تعبر به الطريق او يدخل عليها فسحة
روحها ، ثم تضيف بعض الزغاريد التى تبشر الجالسين بقدوم الخير حتى وإن تأخر ، كما
تقوم بعد كل ذلك بوضع الخليط على نار متأججة من الأحلام التى لا تتوقف عند حد ،
تلمع عين سمية اذا ما شعرت بمحبة الناس الحقيقية لها ، وتنطفىء وتكاد تكتئب إذا ما
تأكدت ان هناك من يعاملها بزيف وكذب ، حتى وان جاملها وقال لها كل قصائد الشعر
الجاهلى الذى قالها قيس فى ليلى ، حجر كريم ، تعتقده من بعيد مجرد قطعة حجر ، لكن
ما أن تلمسه يد وتفحصه عين خبيرة ، تدرك كم لهذا الحجر من قيمة أغلى من قيمة الذهب
.
تدخل سمية فى طرقات كبيرة وفاخرة وأزقة ضيقة ، لم تبهرها تلك الشوارع ولم تزعجها
الآزقة يوما ، فقط تسعد بأن رفيقا طيبا وجميلا يسير معها فى اى طريق ، هى من ذلك النوع الذى يسبك لتأخذ الدواء ، ثم يحتضنك إذا ما اصابك وجع ،
وتأكل من يعاديك بأسنانها ، باستطاعة سمية ان تقود جيشا كأميرة حبشية برقة ضفائرها
التى صنعتها الوصيفات ، وبصلابة جسدها الذى زاده شقى السنين قوة وجمال ، لم تكن
يوما سمية فقيرة ، لأنها ترى أن الفقر فقر الروح والوعى ، وبذلك أصبحت سمية غنية
جدا فى زمن قياسى ، بتنمية وعيها وخروجها من برواز العادات العتيقة التى تحبس
النساء العائدات من غربة الغدر فى قمقم العيب والصح ، تحررت بكل ما تملك من وعى
اكتسبته بنفسها ، وبتربية روح قامت هى بترويضها وملأت خزانة مستقبلها بناس وكتب
وأطباق حلوى لن تنتهى صلاحيتها أبدا ، وما بين خروجها من بيت أهلها ، وعودتها اليه
استطاعت ان تصبح أمرأة قوية وناجحة قدوة لسيدات وفتيات كثيرات .
-
تحلق حول
رأسها عصافير جنة بهالة ضوء كبيرة
-
يأتيها خبر
سعيد قبل نهاية العام بمفاجأة لا تتوقعها
-
ستركب طائرة
مرتين فى الفترة المقبلة
-
ستوضع صورتها
على غلاف احد اشهر مجلات الاطعمة العالمية
-
تنجح فى تقديم
برنامج شهير عن الطبخ
-
سيكبر مطعمها
رغم جماله الحالى ، ولكنه سيتم توسعته عن قريب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق