الأربعاء، ٢٥ أكتوبر ٢٠١٧

"أم الخير" جمالات يونس

                                           أ/ جمالات يونس
هكذا أسميها ، وأراها ، أم الخير ، وأم المحبة ، صانعة البهجة فى قلوب الجميع حتى القاسية منها ، عندما  تراها ستلمح جدية ربما تخيفك فى بداية الأمر ثم سرعان ما تنطق بصوتها الحنون وعينيها الباسمة ستعرف إن تلك الجدية ما هى إلا غطاء لطيبة تحمى نفسها بشوك قنفذ ضعيف إذا استقوى عليه أحدهم سينزع تلك الشوكات عنه .
سيدة الصبر على الألم ، أى ألم تحتمله بهدوء دون أن يشعر من حولها ما الذى تعانيه تلك السيدة من وجع وخوف وترقب ، وعلى قدر ما إنتظرت من هدايا الله لتخفف عنها وحدتها فى الحياة ، على قدر ما هداها الله أروع مما تمنت ، فلم تعد للوحدة مكان ، ولم يعد للخوف طريق فى ممراتها القوية العفية ، إمرأة يمكن أن نطلق عليها بكل ثقة أمرأة حديدية ، قادت كتائب من جنود " الخط الساخن " بجريدة الجمهورية ، فخرجت منهم أبطال وأسماء فى كل مجال ، كانت قيادتها الصارمة سببا فى تحامل البعض عليها ، ولكن بعدما وصلوا لبر أمان عرفوا إن تلك الصرامة هى التى أوصلتهم للنجاح الحقيقى ، صرامة أم تأمر أطفالها بالنوم مبكرا حتى تكبر أجسامهم بصحة وعافية ، أم تجبر اطفالها على تناول الطعام الصحى حتى لا يمرضوا ،هكذا هى سيدة الجمال الروحى والعقلى "جمالات يونس " رحلة من الكفاح والامل والاصرار على إثبات وجودها كأمرأة ناجحة وكاتبة لها قلم يميزها ، تستطيع ان تؤثر فى القراء بحروف نورانية تبعث على الامل ومحبة الحياة ، لم تستخدم ألم الناس لتصنع بطولات وهمية واستعراضية ، بل قررت ان تكون هى دواء لألمهم ، وجاءتها الفرصة الذهبية لتكون مسئولة عن باب من أبواب الخير فى مؤسستها العريقة التى كرمتها اكثر من مرة لإنها تستحق التكريم فمن يفنى عمره من أجل إسعاد الناس واعطاء مكان عمله حقه لابد أن يجد تقديرا مناسبا لهذا العطاء ، بل إننى أجد إن مفردة " العطاء " تم جمع حروفها لتمثل من يشبهون تلك السيدة الجميلة " جمالات يونس " من جعلت بينها وبين الناس خطا ساخنا ملتهبا بالمحبة والانجاز وفعل الخير ، أم الخير هكذا يحلو لى أن أسميها  كقديسة وهبت حياتها لخدمة الرب فمنحها أباءها أسما مباركا يليق ببركاتها وسيرتها الطيبة ووحدتها أيضا ، تلك الوحدة التى تحايلت عليها بعائلة كبيرة من  تلاميذها وأبنائها ممن أصبحوا نجوما يحلقون فى سماء الصحافة الخدمية .


·       تتقلد منصب جديد قريبا
·       تكريما جديدا يضاف لتكريمات كثيرة استحقتها
·       تحصل على جائزة خاصة فى مجال العمل الخيرى
·       تسافر لاكثر من دولة لا علاقة لها برحلة الاوائل
·       سيفاجأها القدر بمفاجأة سارة لم تتوقعها
·       تحل ازمة مالية كبيرة بينها وبين احد المقربين
·       هناك طفل صغير فى مكان ما يدعو لها دعاء مستمر وهى لا تتوقف عن مساعدته سيكون عونا لها فى شىء ما فى وقت ما وهى لا تتوقع ذلك ولا تنتظره .

من رؤى الساحرة الشريرة " الجزء الثانى " .

من رؤى الساحرة الشريرة " الجزء الثانى " .

الاثنين، ٢٣ أكتوبر ٢٠١٧

أبن الشهيد مقاتل بالفطرة "

                                       عصام عمران
لم يكن ذلك الطفل الذى كبر وحيدا وسط عائلة كبيرة يشعر بأنه " وحيد " ، يعرف كل من حوله أنه أبن الشهيد ، إلا هو لم يدرك ما الذى ينقصه ، فقد زرع الله داخله روح الأب ، فكبر بها ولم يشعر بحاجته الى سند ، نفض عنه طفولته مبكرا ،  ما المشكلة فى أنه كبر فى حضن أم اختارت أن يكون كل حياتها ، حتى أصبح أشد من كل الأطفال الذين قام بتربيتهم رجال اشداء ، زرعت أمه داخله عشق الحياة وحب العلم ، وحب الخير ، تلك السيدة الصغيرة الجميلة صاحبة الابتسامة الطيبة والعين الساحرة ، واللسان الحلو ، عاشت به رجلها القوى تتباهى به فى كل محفل ، تفاخر به فى كل مناسبة وتستند عليه فى كل طريق ، هى البطلة التى استطاعت أن تربى طفلا وحيدا ليس أنانيا كما هو معهود عند الاطفال الوحيدين .
 كبر " عصام " قبل أوانه ، عرف قيمة أن يكون أبن "شهيد " وزادته تلك المعرفة فخرا وعزة وتواضعا فصار يشعر بكل من حوله حتى من يؤذيه يتأنى طويلا قبل رده على أيذائهم ، عرف أن الرجولة الحقيقية ليست فى استعراض العضلات والصوت العالى والنفوذ بقدر ما هى فى العطاء والمحبة والعمل ومساعدة الغير ، فكان وهو طفل يساعد كل من حوله ، ويسعى لخدمة اقاربه وجيرانه وكأنه ابنا لهم ، كانت تلك الشعرة الحساسة بين الوحدة والعزوة هى ما تسند شعوره تجاه الحياة ، فاستطاع ان يتعلم ويتفوق ويصير رجلا قويا قبل الأوان وقرر أن يساند أمه فى كل شىء تمر به وقف بين رجال كبار فى أخطر المواقف .. فقد اراد الله ان يكون مقاتلا بالفطرة ، فهو ابن شهيد اختار الذهاب لربه باختياره ، لم يجبر على القتال فداء لبلاده ، فبديهى ان يكون ابن الذى يختار جوار ربه فداء لمحبة بلده مقاتلا نبيلا يدافع عن الحق لا عن الباطل حتى وان تكاثرت عليه الاعداء ، فدائما ما ينتصر حتى ولو بعد حين .
و من هناك حيث البلاد التى يخرج منها النبلاء الأقوياء من رحم الحزن والقسوة ووعورة الحياة ، من أقصى نقطة فى صعيد مصر ، جنوبها الطيب الذى لا يبادر بالعداء ابدا تجاه أى مخلوق حتى يتأكد من أنه يعاديه ، يخرج الرجال والنساء من الصعيد وفى محافظات مثل "اسوان والاقصر وقنا" بكبرياء وغرور بمكانة محافظاتهم ، ربما لغزارة الطبيعة التاريخية للجنوب حيث ينمو اطفاله فى حضن أحجار الجرانيت وجبال لم يغيرها الزمن فاحتفظت برائحة من عاشوا عليها من الاف السنين ، وزرع لم يتغير لونه فى تلك المناطق الطيبة ، فيكبر ناس هذه الارض فخورين بأنهم أبناء الحضارة الكبرى فى تاريخ العالم ، ترى ما الذى ينقص طفلا نما على أرض مثل هذه ؟
خرج منها عظماء التاريخ فى الكون كله وحتى التاريخ القريب ، فأن حاولنا حصر أسماء مهمة اثرت فى تاريخ مصر جاءوا من صعيدها فسوف نحتاج لموسوعة خاصة ، ولكن ما يهمنى هنا أن أكتب عن أحد هؤلاء الكبار الذين صعدوا برفق على سلالم الشوك وسار على قضبان القطار ببطء حتى وصل الى القاهرة .
هو أبن الصعيد الذى لا يعرف أهله كيف تكون الطفولة ، فالطفل عندهم رجل منذ ولادته ، والطفلة فتاة مسئولة منذ نعومة اظافرها ، ورغم ذلك حاول ابناء عمومته معاملته بتعاطف شديد لأنه لم يرى أبوه الشهيد ، إلا أنه كان لديه من القوة النفسية التى جعلته يرفض هذا التعاطف وفرض عليهم معاملته كرجل ، فكان هو ستر أمه وعزوتها ، ولم يشعرها يوما بأنها أما وحيدة ، فتفوق فى دراسته حتى تخرج من اعلام أسيوط ، وجاء بمحبته يتلمس طريقه نحو حلم حياته فى ان يصير صحفيا ، لم يلهث كثيرا فى طرق المتملقين ، واستطاع اثبات وجوده وسط المثقفين ، ونجح فى ان يظل على مسافة واحدة بين كل المتعاركين ، فأحبه الجميع وحظى بثقة المسئولين ، حتى من يعارضه لا يكرهه فهو يحترم الخصومة ويتعامل بنبل مع المعترضين ، رمزا للصبر وطول البال وحسن التصرف ، لا يبادر بفعل سىء حتى يتأكد من سوء نية من أمامه ، لا يعاقب ولا يشاغب ولا يتآمر ، يواجه كمقاتل ويعلن اراءه وافكاره ، فقد إعتاد على الجرأة فى مواجهة المواقف الصعبة ، يقدر كل من حوله صغيرا وكبيرا ، يتفانى من اجل حصوله على حقوق الاخرين قبل حقه هو ، ورغم صغر سنه إلا أنه الكبير فى ادارة ازمات العائلة ويحرص على لم الشمل ، حكيم فى حل المشكلات ويضحى بحقه اذا لزم الامر لإرضاء الأخرين ، ان يصل لمنصب كبير هو حلم بالتأكيد يراود كل متفوق ، ولكنه يحب الوصول لقلوب الناس والحفاظ على عشرتهم الطيبة اكثر من الحفاظ على الكرسى ، وعلى هذا الرجل تنطبق الحكمة الشهيرة " اذا أردت أن تعرف رجل أعطه سلطة " حيث لم يجعله منصب رئيس تحرير متعجرفا ولا مغرورا ، ولا متكبرا يستمع لكل الإقتراحات والاراء ويعرف من يتقرب له بغرض الإستحواذ عليه ومن يتقرب له من أجل الحصول على منفعة ، ويعرف من يحترمه ويقدره ويعمل معه دون حتى تحيته ، أستحق مكانه ويستحق ما هو أكبر منه باذن الله ، فهو لا يطمع الا فيما يستحق ، ويفرح لكل من يصل لنجاح يستحقه ، ولا يحمل ضغينة ولا عداء وهكذا هم دائما اولاد الشهداء ، يزرع الله داخلهم محبة لكل الناس ورغبة فى الفداء ، فلا ينتظر مقابل ولا يتوقف عن العطاء ، وهذا ليس غريبا على من تنحدر اصوله من نسب عائلة يرجع لرجل يدعى " أغاخان " جاء من "تركيا " ليختار صعيد مصر مستقر له وليتفرع نسله فى كل محافظات مصر لتصبح عمران عائلة كبيرة لها جذور فى كل مكان.
·       يحصل على تكريم من مكان ينتمى له قريبا
·       يسافر لدولتين واحدة عربية وأخرى أوربية
·       يستقبل مولودا جديدا
·        ينتقل لمكانا جديدا رائعا وكبيرا وجميلا
·       يحضر زفاف ابنته قريبا

من رؤى الساحرة الشريرة  "الجزء الثانى "