الأربعاء، ٥ أكتوبر ٢٠١١

الأيقونة الحية غادة نبيل



للعشاق أحوال عجيبة ، وللمجاذيب بالهوى ملامح لا تخطئها الأرواح الشفافة ، للمعذبين بالفقد أيضا ملامح لا يخطئها الحزانى ، كذلك للذى تطوف أرواحهم ليل نهار فى ملكوت البرية المغدورة ، أسباب للطواف بعيدا عن الخلق ، لمن يريد أن يرى أيقونة حية ، لم تحبس بعد فى إطار خشبى عتيق ، لمن يريد أن يهدأ من عناء الألم والفقد والغربة ، عليه أن يجلس منتصب الظهر ، مفتوح العينين وخالى البال تماما ، استعدادا لحالة من غسيل الروح ، تقوم بها تلك الفتاة المريمية الملامح ، هيا أهدأ واستعد ، ستستمع لصوتا لن تعرف له مصدرا أرضيا ولا فضائيا حتى ، ستتوه تماما فى ادائها الذى تعتقده اداءا مسرحيا لممثلة كبيرة لم يعرفها جمهور كبير ، لأنها رفضت كل ادوار العاهرات التى عرضت عليها ، ذلك الهدوء الذى أمقته ، كيف تحول لهذا الجمال فجأة ، كيف يتحول ما أراه ملل الى متعة لا أريدها أن تنتهى ، هكذا كانت غادة نبيل ، بإلقاء لم التقية فى حياتى ، بنبرة صوت تجبرك على البكاء بسعادة وبهجة ، تلك الحالة المحيرة عندما يخلقها المبدع دائما ، لن أمل من تكرار ان الشاعر ممسوس من جنى شرير ، يتعمد ان يصيب مستمعيه ، فيصبحون مجاذيبه ، هكذا هى غادة ، ولى من أولياء الشعر الحديث ، تجذبك بجنها ، فتصبح مجذوبا فى حضرتها الصوفية التى تجلت فى كيانها كله ، امرأة لم تسمح لغدر الحياة ان ينال من عقلها وشغفها بالشعر ، ولم تسمح لأن يقتطع من ايامها رجلا عابرا يدق على رأسها كحداد فقد رجولته بعد وقوف طويل امام النار ، فهى لا تقبل انصاف الرجال ، ولا تقبل انصاف الادميين ، تحتفظ داخل ذلك الصدر المتعب ، بقلب يرفض ان يتحول لفأر تجارب للمارة من رجال يتوقون لأن يقوموا بتجربة تلك البنت الحزينة ، مدعين اخراجها من احزانها ، ولكنها رضيت الحزن بمكر وذكاء أثنى شاعرة ، عرفت ان حزنها هو وقودها الابداعى ، رفضت تسليمه بسهولة لأيهم ، لكن عذرا يا أيقونة الشعر ، سيظهر ذلك الروحانى الحقيقى ، الذى سينزع عنك حزنك ولن يسمح لك بأن تكتبين عنه بعد الان ، سيظهر ذلك الرجل الذى يعرف كيف يروى وردة عطشى لماء نقى لم تلوثه بركة الحياة العفنة ، هذه نبوءة ، رضيت بها ام لم ترضى ، أسألى ذلك العفريت الذى ظل يزن على عقلى كى أبثها لك ، انت تستحقين أجمل الرجال ، لانك من أجمل النساء ، فأيقونة حية مثلك ، تستحق من القدر الكثير ، وهو أت.

الاثنين، ٤ يوليو ٢٠١١

وصدق ذلك الفلة لكن ، عذرا ، عمر الخير ما ينهزم سواء من كثير أو قلة


  • الخوف الذى أنتابنى بسبب أحداث الثورة منذ انتهاء أيام الاعتصام الأولى بتنحى مبارك وحتى تفتيت جهاز أمن الدولة وفضحه ، لا استطيع مداراته ، ورغم اننى لست ممن لهم نشاط سياسى ولا حتى لدى حنكة وخبرة الممارسين للحقوق الإنسانية ، إلا اننى يراودنى دائما احساس بأن تلك البلاوى التى كنا نسمع عنها عن أمن الدولة والمخابرات ستطولنى ، وخاصة ان الشارع الذى أسكنه حاليا يعج بناس " زى الورد " عتاولة معارك وظبط بلاوى " وبينى وبينكم لم انسى حتى الان ذلك اليوم الاسود الذى توعدوا لى بأن يؤذونى لاننى اذهب للميدان وأشجع الناس الذي استضيفهم عندى على معارضة ابوهم الحنون "مبارك" ولا استطيع ان انسى "أبو طارق " وهو يرد على أحد المتظاهرين وهو مار ويقول له بعلو الصوت " مش هايمشى ياض يا صايع انت ، مش هايمشى ، انتم اللى هاتمشوا "، وفى نفس يوم معركة الجمل ، جمع كل السيدات اللائى يجلسن دائما على الناصية المقابلة له ، والذى لا أعرف حتى الان لماذا يجلسن دائما هناك ، وركبوا سيارات ووضعوا صور لمبارك واعلام ، وانطلقوا الى الميدان متجهين الى مصطفى محمود ، وهن ينظرن لى انا المعارضة الوحيدة فى المكان بشماته وفرحة عارمة لا وكأنهم انتصروا فعلا على الثوار ، وكأنهم يعرفون ان المعركة اشد من مجرد مظاهرة تأييد ولسان حالهم يقول " هاتشوفى يا حلوة انتى وهما " معركة الجمل تلك والذى يتضايق عمى سيد الوكيل من تسميتها بهذا الاسم جدا ، تركت فى نفسى إحساسا سيئا لم استطيع التخلص منه حتى الان ، ضررا نفسيا جسيما ، وبرغم اننى لم أكن وحدى فى تلك الليلة إلا لساعات قليلة سبقت حضور الأصدقاء الذين حضروا ليلة خوف مرعبة ، الا ان المشكلة التى اكتشفتها ليست فى تلك الليلة ، على العكس ، فقد مرت ليلة الرعب على خير والحمد لله ، رغم ان شباب الشارع المجتهدين الوطنين حرقوا معرض سيارات صاحب البيت الذى اسكنه وهو الوحيد الذى احترق فى الشارع كله ، ويبدوا من طيبة قلبهم انهم اختاروا هذا المكان تحديدا لانه فى ممر ليس به سكان وليس فوقه ادوار ، الطريف ان هناك نقطة شرطة فى نفس الشارع وتشعر بانهم هم الذين يديرون المنطقة ، لا اعرف اذا كان من الممكن ان ارفع قضية على من ، لا ادرى على من تحديدا ، لما لحق بى من ضرر نفسى اثر هذا اليوم العنيف ، اعرف اننى ربما ابدو مدللة ، لكن الوحدة ووجودى فى مكان حيوى ومركزى فى وسط البلد ، يدار منه كل الاتفاقيات الخاصة بتوزيع الخطة الامنية المازوخية للميدان ، هى التى جعلتنى فى حالة توجس وخوف دائم ، وظللت لفترة طويلة بعد التنحى لدى شعور بان هناك مكروه سيصيبنى بسبب اننى كنت من الثوار الأحرار الذين نادوا بسقوط النظام الفاشى ، ولشعورى المستمر ايضا ، بأن نظاما لم يسقط ، وبان أمن دولة لم يحل فعليا ، وان ما حدث هو خطة شديدة الذكاء من المخابرات او الحكومة لإلهاء الثوار فى شىء يعتقدونه عظيم وان هناك مصيبة تدار وراء تركهم مقار امن الدولة لقمة سائغة هكذا للثوار يجوبون ورائها البلد ، فيتلهون بما حققوا من نصر فى اقتحام تلك المقار البلهاء ، ويهللون قليلا بكم المستندات المضروبة ، والتى تم دسها خصيصا لإحداث وقيعة بين كادرات سياسية وإعلامية هامة كانت تؤيد الثورة بعد اكتشاف هذه الأوراق التى بدت خطيرة بالنسبة للبعض ، ولكن للأسف كانت عقلية الثوار اذكى من عقلية المخبر الجبار ، حيث فطنوا للعبة ، واخذوا يسخرون بمنتهى العنف من تلك المستندات المضروبة التى دستها امن الدولة بين أوراقها لتلعب اللعبة القذرة فى عمل الوقيعة الكبرى ، ولكنها مرت بسلام ، وتم الإعلان فعليا عن حل جهاز أمن الدولة ، فاذا بى اقابل احد الفلول فعلا ، وجها لوجه ، وهو عضو مجلس شعب سابق ، ليؤكد لى بكل تأكيد ، بأن هؤلاء البلطجية الذين يسمون نفسهم ثوار ، تم تثبيتهم من المجلس العسكرى الذى خان مبارك ، وان الشرطة ستعود اشد من الاول ، بل وسيظهر زوار الفجر ، وبقدر ما عاندناه انا وصديقتى " سلوى عزب " ورفضنا ذلك الكلام ، مؤكدين له ، ان الجيش والشعب ايد واحدة ، بقدر ما اكد هو ، لا يا ماما ، الجيش والحكومة هما اللى أيد واحدة ، ورفضنا تماما الاستمرار فى المناقشة واعتبرنا انه رجل مجروح لكرامته وخاصة ان سمعة الوطنى فى الحضيض ، ولم نحب ان نثقل عليه ، تركناه وقمت بإرسال رسالة للكاتب "بلال فضل " أحدثه فيها عن تلك المقابلة الغريبة ، لافتة نظره لان يعلن فى كتابته او يعطى إنذارا عن ما أخبرته به ، إلا انه بالتأكيد ربما لم ينتبه لرسالتى لانه يأته المئات من الرسائل يوميا ، ومرت الأيام ، وبالفعل صدق كلام عضو مجلس الشعب السكندرى والذى للاسف لا اذكر اسمه ، ويبدو ان كل المضارين الأغنياء من الثورة عددهم يفوق التصور ، لدرجة أنهم أشتروا الشرطة والشعب وحولوه لبلطجية ، وكأن ذلك الرجل كان يكلمنا بكل هذه الثقة ، لانه يعرف ما ينتون فعله جميعا ، بكل غرور كان يؤكد ، انه لاشىء سيتغير ، وان الشرطة ستعود اعنف من ذى قبل .
  • لكن بعد ما مر ، وبعد احداث الفتنة والسلفيين مع الصوفية ، وبعض الحوادث الفردية العظيمة ، وازمة الدستور ، والانتخابات ، وبعد الثلاثاء الماضى ، عادت لى طمأنينتى من جديد ، واستطعت ان افتح الشبابيك عن أخرها ، واقف بلا ادنى احساس بالخوف ، فالله سبحانه وتعالى لن يخذل الشهداء فيما قتلوا من اجله ، لن يترك دموع اهاليهم لتتحول انهار يسبح فيها قتلتهم ، بعد يوم الثلاثاء الماضى ، تأكد لى ايضا احساسى بالجيش ، انا على عكس كل المتشائمين منه ومتخوفين منه ، ويؤكدون انه يسعى لابتلاع الكعكة ، ارى انه يخاف الثوار ويحاول جاهدا ان يثبت حسن النية ، حتى لو بالبطء اللعين الذى تتحرك به الاحداث ، واعتقد انه لن يتدخل فى يوم 8 يوليو ، بل وسيقف حائط صد امام تجاوزات الشرطة والبلطجية المستأجرين ، اتعشم فى المجلس العسكرى والجيش عشم كبيرا لا اعرف مصدره ، ورغم التشكيك فى نواياه ، الا ان كل الشواهد تقول العكس ، ورغم كل التجاوزات التى حدثت فى الفترة من يوم التنحى والى الان ، الا اننى ارى ان ارتباك الاعلام ووسائله تجاه ما يحدث ، هو اكبر دليل على تخوفاتهم من ردود افعال الثوار المربكة والمفاجئة، وأن رغبة شرفاء الجيش هى التى ستتغلب فى نهاية الامر على من يحاولون احباط ثورة مصر العظيمة وتفريغها من مضمونها ، وصبغها باى لون يناسبهم ، الا لونها الحقيقى وهو اللون الابيض ، وكما اؤكد دائما ، انه مثلما بدأت تلك الثورة المجيدة بمعجزة ، ومفاجأة ، ستنتهى فعالياتها بمعجزة ومفاجأة غيرة متوقعة وهى خيررررررر انشالله ، انا احب ان اتفاءل وارى الخير ، وها أنا انتظر الحرية معكم بلا ادنى احساس بالخوف ، يحمينى الله انا وابنتى ، ودعاء امى واخوتى ، وخوف اصدقائى وصديقاتى .

الخميس، ١٤ أبريل ٢٠١١

قراءة فى فنجان الوطن 2 (المضاد الحيوى للثورة المضادة )

مريم صالح وعمر مصطفى ومجموعة من الفنانين المتميزين ومقاومة للثورة المضادة

من إنسانة لم تتعاطى السياسة أبدا فى حياتها ، وكان كل حلمها ان تعيش فى سلام وستر لتربى ابنتها فى هدوء ، قامت بسخونة أجواء تناثرت فيها أشلاء الخوف والظلم من المقتولين أحياء ، فارت داخلى كما فارت داخل كل مصرى ثورة لم نعلم لها مصدر إلا ما سبق وذكر فى كل مكان ، نجحت تلك الثورة فى أن تهز جبل التجبر والتعنت والكبر فى رموز النظام السابق , وسقط بالفعل ، لكن لم يروق لأذيال هذا النظام الفاشى ذلك النجاح المدوى ، فأعدوا العدة بكل الوسائل الممكنة لكى يحبطوا هذه الثورة ويفرغوها من مضمونها ، وكانت خطوات مدروسة ومرتبة بإحكام ، تناولت اشكال مختلفة تمثلت فى نشر شائعات مغذاها ان النظام القديم لازال هو من يحكم ، وان من قبض عليهم سيقضون فترة فى السجون فى تعزيز واحترام حتى يتم امتصاص غضب الناس , ثم يخرجون بثغرات قانونية ، أو أن الرئيس السابق مازال يحكم من شرم الشيخ ، ثم يؤجرون مجموعة من المحامين يقيمون دعوى كوميدية ببطلان تنحى الرئيس السابق , وطلب عودته لاستكمال مدته ، وشائعة أخرى عن أن الحكومات العربية ترفض محاكمة مبارك وعائلته ، وان الاتحاد الاوربى يرفض عودة أموال الحاكم السابق لشعبه ، وتطرقت الشائعات ايضا لمقولات شديدة السخرية ، بأن الاخوان هم من يحكمون مصر ، وترتيب لحوادث حرق وخطف وذبح من قبل السلفيين ، وأنهم من حرقوا كنيسة أطفيح وقطعوا أذن مسيحى ، أن هم من يحرقون الآضرحة ويهاجمون الصوفية ، هكذا فجأة أصبح بعبع مصر هو الاسلام والمسلمين ، ولعل الكثير يذكرون أن الحجة الكبرى للنظام السابق امام العالم فى اصراره على البقاء حاكما لمصر , هو سيطرته على عنف المسلمين النائم فى ثنايا مصر كلها ، وأنه هو الوحيد الذى سيطر على الإرهاب فى مصر ، فلازالوا حتى الأن يستخدمون الأخوان المسلمين والسلفيين فزاعات ترهب الشعب والعالم ايضا ، حتى بدأ الناس يتكلمون فيما بينهم عن خوفهم مما أفرزته الثورة " هى دى بقى الثورة " اهلا وسهلا ، شوية عيال خربوا البلد وهايحولها لطالبان " حتى أن بعض المثقفين والسياسين صدقوا بعض هذه الشائعات ، ولكنى بفطرتى التى لم يتدخل فيها توجيه سياسى أو حزبى أحب أن أنظر للنصف الممتلىء من الكوب ، أحب ان أرى الإيجابيات التى أنتجتها الثورة ، فلازلت أرى أن المصريين الذين ضحوا بدمائهم واستقرارهم لعودة الحرية لمصر ، وكان من بين من قتلوا على أيدى منظمى الشائعات والحوادث أخوان وسلفيين ، لم يكن هدفهم وهم فى ميدان التحرير أن يتحول حكم مصر ليشبه أى بلد أخرى , سواء بلد مثل تركيا كما يزعم البعض أو أفغانستان ، أو حتى أمريكا وأوروبا ، كل من ثاروا شرفاء يعشقون مصر وترابها ويؤمنون بحريتها من اى قيد سواء دينى او لا دينى ، كل من ثار كان يرفع شعار الدولة المدنية بمن فيهم الاخوان والسلفيين , الذين جاوروا المطربين والفنانين فى الميدان ، غنوا معهم وهللوا معهم وقت النصر ، لن أصدق يوما أنهم خرجوا فجأة من الميدان ليطلبوا حكما يصنع آلها جديدا ، وعبيد جدد ، المضاد الحيوى للثورة المضادة التى ذكرت بعض عناصرها سلفا هو ألا يلتفت اى انسان لهذه الشائعات , وان يحكم عقله عندما يسمع عن حادث هنا أو هناك ، والآ ننساق وراء الخوف والرعب من فزاعات وهمية تستخدم بشكل ساذج لإثارة الرأى العام وإثارة الفتن ، فالأخوان الذين تخلوا الأن عن انتمائهم للثورة لأى سبب ان كان , ليس جديد عليهم تسوية أمورهم السياسية للحصول على ما يريدون بأى شكل , فلماذا نقلق عندما يقررون التباهى بأنهم من يبحثون عن الاستقرار؟ ، ولا ننسى انهم فى جمعة إنقاذ الثورة أختفوا وكأنهم يريدون ارسال رسالة واضحة للشارع والحكومة الجديدة بأنهم لن يساهموا فى تعطيل مسيرة العمل ، وكأنهم أخذوا حق دماء شهدائهم من القتلة دون أن ندرى نحن ، أما عن السلفيين ، فمن يؤمن بكتاب الله لا يمكن ان يشوه صورة المسلمين فى هذا الوقت بالتحديد ، من المفترض ان السلفى يسعى لزيادة رصيد محبته عند الشارع وليس العكس ، فلا يمكن ان يكون منهج السلف عنف ، اذا فمن يقوم بحوادث تنسب للسلفيين معروف هدفه ، وهذا يؤكد على أن حلاوة روح أذيال الخيبة القديمة , يسعون بطاقة بطارية صينى لبناء أنفسهم عن طريق هذه الافعال الساذجة الذى لن يصدقها عقل طفل ، فمصر واهلها من كل أطيافها وانتماءاتها الدينية لا يؤمنون بالعنف والقهر وفرض الرأى بالقوة ، المصرى المسلم والمصرى المسيحى والمصرى السلفى والمصري البهائي , والمنتمين لتيارات سياسية سواء المصرى اليسارى والمصرى الليبرالى والمصرى الشيوعى و حتى المصرى الملحد ، المصريين كلهم فى رباط الى يوم الدين ، لأن مصر حماها الله بكلمته ، وحماها بخير آجناد الأرض من الشرفاء الذين لن يقبلوا بأن يهين مصرى أخ مصرى ، أو ان يتحكم فى مصير مصر اى فاسد واى عميل لأى كيان آخر ، أؤكد للمرة الأخيرة أن المضاد الحيوى للثورة هو ان تصدق من قلبك ان الثورة نجحت , بالله عليكم قولوا لأهاليكم الذين خافوا فى البداية , وللناس الذين لم يشاركوا ، فاصابتهم غيرة ما فى قلبهم , فجاء عليهم ذلك بنكران نجاح الثورة ، ان الثورة نجحت بهم ، وأنهم شاركوا فيها ، عليك عندما تسمع من أحدهم وهو يقول " مصر مش ميدان التحرير بس " , أن من كانوا فى كل ميادين مصر حماهم شعب مصر كله ، كل بطريقته ، فالأب والأم حموهم بالدعاء , و الاخ الرافض حماه بوقوفه فى اللجان الشعبية التى كانت أهم ركن من أركان حماية الثورة ، فهى التى منعت بلطجية النظام السابق من اختراق المناطق حتى لا ينجحوا فى هز كيان الميدان ، اخبر كل مصرى أنه صانع الثورة ، لذلك عليه أن يحميها من أى فتنة , وأن عليه ان تزداد قوته ويؤمن تماما بأن مصر القادمة ستكون جنة طالما أن كل مصرى حمى الثورة .

الأربعاء، ١٣ أبريل ٢٠١١

قراءة فى فنجان الوطن 1


الى حكمة ودهاء الثوار

الجيش يحمى الثورة وليس العكس ، كان على هؤلاء الضباط ، الذين كانوا أداة جيدة لليلة سوداء ، أن يكونوا احرص الناس على استكمال مسيرة الثورة دون تعرضها للخطر وهم يعلمون جيدا ان دورهم الأول حماية الثوار ، لكن ان يقوموا بابتزاز مشاعر الثائرين والمتظاهرين "أحمونا .. متسبوناش" ، وهم يعلمون جيدا أنهم سيكونون السبب الرئيسى لاقتحام الميدان ، فهذا شىء خالى من المسئولية الوطنية تجاه الثورة على الأقل ، كان عليهم إذا افترضنا ، أنهم ليسوا جزء من مخطط ما ، آيا ان كان أن يتأنوا فى ثورتهم الخاصة ، ليصبحوا أكثر من 500 شخص على الأقل ، وليس 12 يتنقلون بين المنصات ، ثم يجبرون كل الثوار الذين سيتعاطفون بالتأكيد مع من اخبرهم انهم يدافعون عن الثورة ضد الفساد العسكرى والذى مكانه بالتأكيد هو داخل مؤسستهم العسكرية ، مثلما حدث فى كل مؤسسات مصر ، التى عانت من فساد داخلى ، فيطالبون الثوار بحمايتهم ، والاعتصام معهم ، مع أن خرق القانون العسكرى يعرفه الجميع جيدا ، ويتحول الاعتصام الذى كان محدد من الجمعة السابقه لها جمعة إنقاذ الثورة ان يكون اعتصام للمطالبة بالإسراع فى محاكمة الفاسدين الى اعتصام حماية لمطالب الضباط ، وقد كان الحشد لجمعة التطهير قد بدأ منذ الجمعة السابقة لها والتى كانت باسم " جمعة الانقاذ " وقد علم القاصى والدانى بنية الجميع فى الاعتصام بعد مليونية التطهير التى كانت ناجحة على مستوى العدد للتأكيد على المطالب ، وفجأة قبل الجمعة بثلاثة ايام تقريبا تظهر فيديوهات الضباط ، ثم هى التى توجه الدعوة للمساندة ، وترسل رسائل تهديد للمجلس العسكرى ، وتحشد ذهنية المتحمسين والرافضين لتباطوء المجلس لتتحول الى ثورة على المجلس العسكرى ، ويؤكدون على نزولهم شخصيا ومجموعة كبيرة جدا الى الميدان ، فاذا بهم قليلون جدا ، يثيرون الشك والريبة ، أن ظهور الأب المخلوع اليوم ، فى اعتقادى الساذج هو خطوة جديدة ، من خطوات الخطة ، التى بدأت بظهور الضباط فى الجمعة التى كانت مقررة للاعتصام أساسا ، بهدف المطالبة بمحاكمة الفاسدين ، بداية بمبارك فاذا بها تتحول لرفع شعار الجيش والشعب ايد واحدة ،وتنتهى بدفاع مستميت عن ظباط الجيش مع نسيان تام للهدف الرئيسى ، أرجو تأمل الموقف من بدايته قليلا ، مجرد محاولة بسيطة من عقلى البسيط لا أكثر ولا اقل وأرجو أيضا ألا يندفع الناس وراء الخطاب الأبله الذى وجه اليوم بهدف صنع وقيعة جديدة بين الشعب والشعب والجيش والشعب والجيش والجيش .

الشعب يريد إسقاط النظام ، الشعب يريد إسقاط النظام ، الشعب يريد إسقاط النظام

هل تحقق هذا الشعار حتى الآن ، حتى نتفرغ لإسقاط الجيش ، أرجو آلا ينسى الجميع ان الهدف الرئيسى مازال ينعم هادئا فى الحياة ، يخطط بإمعان وهدوء لإسقاط الثورة ،أطلب من الله ولا يكثر على الله ، ألا نعود للوراء حتى نستمع لشعار ، الشعب يريد إسقاط الثورة ، يا جماعة أحنا نجحنا فى ثورتنا ، والأعداء أيا أن كان نوعهم ، متربصين لتحويل مصر لخراب ، سواء كانوا من داخل النظام المخلوع ، أو من خارجه ، المهم إنهم لا يريدون لنا نجاح ، حتى يثبتوا للجميع أنهم كانوا على حق ،أميل دائما للتحليلات المتأنية ، ولا أحب ان يستغل الآخرون انفعالي و حماسى ، فأفاجأ فى النهاية بأنني أدافع عن لا شيء ، وأنسى هدفى الحقيقى وطلباتى الرئيسية والدخول فى منعطفات جانبية تشبه متاهة القصور الملكية القديمة ، نجحت الخطة الكبرى بإلهاء الجميع فى مشكلة جانبية ، وابتعاد الثوار عن المطالب الرئيسية ، الامارة الوحيدة التى تثبت حقيقة هذا الكلام هى نزولهم للشارع ، ما هو دليل البطولة ـ تسخين الملايين على حرب اهلية ، هل لديكم خطة للسيطرة على الوضع ، لا اقصد سيطرة بسوء نية واقصد السيطرة على وضع البلد وقت حل المجلس العسكرى ووقت اندلاع حرب بين فرق المتناحرين فى الجيش ونسيان الشعب ، لماذا لم تصبروا حتى تتحقق المطالب الرئيسية للثورة قبل تحميل الثوار عبء حمايتكم فى الوقت الذى من المفروض فيه ان تحمونا انتم، لا اشكك فى نزاهتكم اذا كنتم ضباط حقيقيون ، لكن اتساءل فقط ، اليس من المفروض عليكم ان تتواجدوا فى الداخل لتحموا الثوار وتقوموا بتنبيههم من اى بطش ربما يصيبهم من هذا الفساد ، لماذا الأن بالتحديد تعالت مطالبكم وعلا صراخكم ، لماذا كلما تعالت أصوات المطالبة بمحاكمة مبارك وأعوانه ، تعالت نبرة "احمونا ألحقونا ساندونا أحنا ضباط الجيش" ، مجرد أسئلة بحسن نية ، أتمنى أن أجد لها إجابة منطقية ، وان لم تهتموا واتهمتموني أنا الأخرى بأننى أحابى للمجلس الذى لا اعرف منهم عسكرى أصلا ، فالمشكلة إذا هنا تدل على ان هناك مؤامرة مزدوجة ، لتشكيك كل الناس فى بعض وتقليب الجيش على الشعب والعكس بغض النظر عن من هم الجيش تحديدا ، تحياتى و أتمنى أن كنتم على حق ان يظهره الله قريبا وان كنتم على باطل يتم الكشف عن هويتكم لكل الناس المتعاطفة ، وربنا يستر.

السبت، ٥ مارس ٢٠١١

من أين لك هذا ؟


يبدو أن عائلة "مبارك" التى أعلنت فى الصحف ، عن موقفها المالى فى محاولة تبرئة نفسها من تهمة ربما تكون هى الأهون على الإطلاق بين كل التهم الحقيقية ، التى لم ولن يستطيع أحد توجيهها لهم ، وهى أتهامات فى الواقع ، لا يمكن الاستناد لنص قانونى لإثباتها .
فأن تقوم بتجويع شعب ، وتزرع داخله الإحساس بالعبودية للهاثه وراء لقمة العيش هو جريمة للأسف لا ينص عليها قانون . أن تترك المسئولين عن حماية الشعب ليعذبوه ويقتاتوا من دماءه بكل الطرق الممكنة جريمة ربما لا تستند لدليل . تبرر "الهانم" وجود أموال بأسمها على إنها تبرعات خيرية عظيمة ،الجميع يعلم ذلك بالمناسبة ، ولكن لماذا لم يشعر بها المحتاج لها فعلا ، فقط تمويلات لجمعيات تقيم حفلاتها واجتماعاتها سيدات الليونز ونادى السيارات ، ببذخ غريب ، فالجمعية الخيرية التى تجمع التبرعات من أجلها تقيم حفلات تكفى للصرف على عشرة ملاجىء كاملة لمدة شهر على الاقل . أما عن المنح ، فعذرا سيدتى ، لم تشعر بها "هاجر" ذات الثلاث سنوات التى تسرح مع أخواتها لتصرف على أمها وأبيها العاجز وهى من الآلاف اللائى يعشن بنفس الطريقة ، استعذبوا التسول على خدمة البيوت التى تهين فيهم وتشعرهم بأنهم حيوانات ! أين تلك المشاريع الخيرية من الأسر التى تقيم فى خيام و الشوارع وفى بلوكات حقيرة بمساكن لا ترضى الحيوانات بالعيش فيها ، لمن التبرعات ولمن اختزنت فى البنوك ، لم يشعر بها اى من الأيتام النائمين فى مراكز شديدة العفن تتبع الحكومة ، منح خيرية لها هذا الحساب الكبير فى البنوك ، لم تصل لمستشفى سرطان الأطفال الذى جمعت على ذمته البلايين وليس الملايين ، تتبرأ عائلة "مبارك" مما نسب اليها ، وكأن الجريمة تتمثل فقط فى " من أين لك هذا " وكأن الجريمة الوحيدة المرتكبة هى " اموال منهوبة " . "بقايا النظام" وهى كلمة أصبحت مشهورة الأن ، يدفعون بلطجية على الشعب لترويعه لأن هذه هى الطريقة المتبعة سلفا . هل تعرفون كم روحا زهقت بسبب هذا السلوك ؟ هل تعرفون كم عائلة فقدت عائلها الوحيد منذ قررتم كعائلة حماية أنفسكم بكل الأجهزة المتاحة فى الدولة ؟ كم من الفتيات احترفن الدعارة لأن المال حصل عليه فقط من استطاع الوصول اليه عن طريق أساليب احترفها نظامكم بدون اى توجيه او رفض من قبلكم ؟ كم شاب مات فى عبارات الموت وقوارب الهجرة غير الشرعية ؟ كم طفل مات بسرطان زرعه وزيرا لم يراعى الله فى شعب بريء ، فوطن السرطان فى بطون الأمهات ، ولدن على آثره أطفال مشوهة به ؟ لم يفكر أحد أفراد العائلة محاسبة المتسبب فى تفشى الكبد الوبائى وأمراض القلب ، وقطار الصعيد ومحرقة بنى سويف ومجزرة بنى مزار ، وغيرها من جرائم ارتكبت من ناس لم نسمع ولو توجيه اللوم لهم ، اللهم الا من تغيرات ونقل من مكان لمكان ، وكأنها خطة مدبرة لإبادة تبدو قدرية للشعب الذى يتناسل رغم عن إرادة رئيسة الذى نادى ونادى بربط الحزام وكأن الصين الشعبية عددها مليون ؟! أيها العائلة البريئة من كل البلاوى المنسوبة اليكم تمهلوا وراجعوا ضمائركم . ألم يحاول أحدكم ان ينقذ هذا الشعب من الأمن الذى جعل المواطن يسير مرعوبا دائما ،خائفا من ان يحتك به احد افراد الشرطة لإهانته أمام زوجته وعائلته ، أو يلفق لاحدهم تهمة وعلى اثرها ينتهك عائلته نفسها؟ ألم تصل أسماعكم و"فيس بوككم" مشاهد التعذيب التى سجلت لإخافة الناس ليتحركوا كالعبيد ، آلسنا مواطنين مثلنا مثلهم ، لهم ما لنا ولنا مالهم ؟! لم يحاول احد أفراد العائلة أن ينبه جهاز الشرطة انه موظف لحماية نفسه اى الشعب لأنه احد أف راده وان حماية الناس تعنى حمايته وحمايته تعنى حماية الناس ؟ ألم يصل لأسماع سيادتكم أخبارا عن ظلم و إهانة وتعذيب حتى الموت ؟ هل تعتقدون ان التهمة الموجهة إليكم " من أين لك هذا "هى التهمة الحقيقية ؟! للأسف الاتهامات الحقيقية لا نستطيع ان نثبتها عليكم . هل تعرفون العنف المنتشر الأن فى الشوارع من زرعه ليجنى ثماره فى الوقت المناسب؟ قمع السنين الماضية ، فالمسجونين والبلطجية وأطفال الشوارع وعمال اليومية والمجانين أيضا ، قنبلة موقوتة تم صنعها بإحكام . عشرة أعوام للطفولة ( اكبر عدد تشرد أطفال فى العالم ) عشرة أعوام للمرأة ( اكبر عدد للمرأة الأمية والمرأة المعيلة ) وهكذا أعوام وأعوام يحشد على أساسها أموال وإعانات وتبرعات ، ومن المستفيد ، هل لديكم اى دليل على ان الشعب استفاد ؟ من أين لك هذا اليقين بأن انجازاتكم القليلة للشعب هى الاكتفاء الحقيقى له وهو يتخرج من جامعته ليعمل فى محل للكشرى او الفراخ المشوية ؟ من اين لك هذا التأكد من أن انجازاتكم القليلة فى مشاريع الشباب لم تسرق وتنهب وتذهب للكثير ممن لم يستحقها ؟ هل تذكرون مشروعا مثل "أزرع الصحراء " (سنين من الشقاء والمحصول غلاء) هل تذكرون مشروعا مثل " مشاريع الشباب " (سيارة ربع نقل حمص شام أو خضار)؟ من أين لك يا ايها العائلة البريئة هذا التسامح فى حق الشعب والإصرار على أنه كان شعبا هانئا وسعيدا ؟ من أين لك هذا؟

الأحد، ٩ يناير ٢٠١١

ولاد ربنا

سأحكى لكم قصة حياتى الأخرى أو قصة نصفى المسيحى .

علاقتى بالسيد المسيح والسيدة العذراء كعلاقتى بسيدنا محمد تماما ، أعشقهم واحفظ ما يقبله عقلى من احاديثهم ، افضل الصلاة فى كنيسة القديسة مارينا ، كما افضل الصلاة فى جامع الكخيا ، أهيم بصوفية وانا اسمع القرأن الكريم بصوت الشيخ محمد رفعت وعبد الباسط عبد الصمد ، كما اهيم بروحانية وأنا استمع لترانيم الانبا كيرلس وابونا شنودة والقمس حزقيال ... لا يقبل عقلى ابدا افكار محفوظة تخص الاديان ، انا احب كل الاديان ، لأن محركها ومبعثها الحقيقى الله ، البحث عن منقذ ، التشبث بشىء يحمينا ويساعدنا ، الله هو ابى اشعر به يسير بجوارى يحمينى ويحافظ على ، ويعنفنى وقت الغضب منى ثم يلحقنى بهدية يصالحنى بها ، لا يحتاج لعبادتى ، بل انا من احتاج اليها لتخصلنى من احاسيس الحقد والغل والشر والغيرة والغضب ، لا اقبل الا الصلاة بخشوع له ، بعشق برغبة فى ان يحتضننى ربى بحب فى اخر الامر ...

-1-

فى المدرسة كان يعتقدنى المدرسون وبعض الزملاء مسيحية من شكلى أوأسمى ربما ، وكانوا يأخذون منى موقف ، حتى يروننى أحضر معهم حصص الدين الاسلامى ، كان هذا الاحساس يضايقنى جدا ، و يقربنى عاطفيا من زملائى المسيحيين بالفصل ، وبدأت أنجذب لهم عفويا ، واصبح لى أنتيم اسمه "حنا" لم نفترق طوال فترة الابتدائى ، كان فقط ما ينقصنا ان نحضر حصص الدين سويا ...

بدأت أقرأ فى كتاب الدين المسيحى ، كما أقرأ فى كتاب الدين الاسلامى الركيك الذى ندرسه فى الابتدائى ، وكان الاستاذ "عيسوى" مثله مثل الاستاذ "مينا" ، سطحى تماما ولا يشرح ، انما يحفظ يحفظ فقط ....

-2-

أنتقلت للأعدادية ، فرضت علينا المدرسة أن نرتدى "طرح" ، لأن صاحب المدرسة الحاج احمد الصعيدى ، الذى حضر مصر عامل تراحيل يومية ثم سافر السعودية ، عاد منها الحاج هو وزوجته " ابلة نادية " ، ونظرا لأنهم "تبهئوا " أو تدينوا بالطريقة البهائية ، فلا يجوز للبنات أن يجلسن بجوار الاولاد ، لكن يمكن أن يكونوا فى فصل واحد ، وتلبس البنات جلباب وطرحة ، فكانت المدرسة أشبه بمعهد أزهرى ، رغم انها كانت مدرسة خاصة ولكن هذه الطريقة "البهائية" اراحتنى فى الثلاث سنوات الأعدادى من الشك بى ، بداية من الناس فى الشارع وحتى المدرسين والتلاميذ انى مسيحية ، خلصنا الاعدادية .

-3-

فى المدرسة الثانوية ، أعلنت تمردى على الأغطية ، بداية من الرأس وحتى بعد الرقبة قليلا ، أشعر انى ألف على رقبتى حبل ، و"أن على دماغى حلة نحاس هاتعوج رقبتى من تقلها" ، خلعت الطرحة فى اجازة الاعدادية ولم تعترض عائلتى لانهم لم يفرضوا على سلوكا مظهريا او اخلاقيا ابدا فى حياتى .

وجائتنى صديقة طيبة ، حاولت أن تهدينى وتخرج من رأسى افكارى الكافرة وتبعدنى عن أصدقائى المسيحيين ، لكنها فشلت فشل جعلها تشيع فى المدرسة انى اتنصرت وبقيت مسيحيية؟ "أه والله "

-4-

بدأت اتجه للمعهد اللى اتعلمت فيه الكمبيوتر والانجليزى ، نفس الانطباع طبعا ، هو أيه اللى هايتغيير ؟ ، تأخدنى روحى بتلقائية لمصاحبة مجموعة من الشباب ، يكون من بينهم كيرلس ومينا وبيشوى وجورج وأمجد ، كلهم شباب ، لأن تقريبا لم تكن هناك الكثير من البنات والموجودات منهن ، كانت وجوههن الملونة تشبه بيض شم النسيم ، وملابسهن "مشخلعة اوى" ، ظللت اتحرك مع أصدقائى الذين أخترتهم ، حتى انتهيت من المعهد وانا محسوبة على اصدقائى ..."العيال المسيحيين راحو ، العيال المسحيين جم " ...

-5-

فى الجامعة ، صاحبت ناس جديدة ، فيكون اول شىء يقال لى بعد تعميق صداقتنا " على فكرة احنا كنا مسترخمينك اوى وفاكرينك مسيحية ، فيكون ردى الوحيد عليهم ومعرفش ازاى كنت عاملة فيها فاهمة وارارى ، مالهم بقى المسيحيين - دول اخوتنا ودمنا وحتا مننا ، احنا كلنا ولاد ربنا ... ولاد ربنا ايه انت كافرة ولا أيه ، ربنا لم يلد ولم يولد؟

- ما انا عارفه بس برضه احنا ولاده

- هما بيقولوا ان المسيح ابن الله؟

- طب وماله ما احنا كلنا ولاد الله

- يابنتى انت مجنونة ولا هبلة ولا كافرة؟!

- الرسول قال ان الدين عند الله الاسلام

- الاسلام افهمه بطريقتى وانا حرة ، الاسلام بكل ما هو جميل وعظيم وخير ، الاسلام بما ينقى روحى ويطلق طاقتى الطيبة لكل الناس ويخلى الحياة كلها حب فى حب ، الاسلام يعنى اسلم بكل ما امر به من محبة وطاعة ورحمة وحاجات كتير جميلة قالت عليها كل الاديان ، والتسليم بوجود إله موجود فى كل دين .

- احنا مش فاهمين منك حاجة ، احنا مش هانقعد معاكى تانى باينك مجنونة وفى حاجة فى مخك؟

-6-

بدأت مرحلة العمل ، من اول يوم و لمدة 6 شهور ، تعامل معى الناس بتحفظ شديد لأننى مسيحية ، أه البنت الجديدة المسيحية ، "هى صحيح مسيحية بس كويسة اوى ، دى احسن من المسلمات اللى معاها فى المكتب ... بت جدعة اوى"

بدأت اتحرك فى الحياة وحدى، مرة يلمحنى الساعى وانا أدخل كنيسة قصر الدوبارة فى التحرير ، أو نازلة محطة مارى جرجس ، او تلمحنى موظفة داخلة جامع السيدة زينت ، او جامع الفتح ، اصلى قبل ما انزل اكمل يومى فى وسط البلد ، حتى أصابهم جنان واحتاروا ، وإذا بمديرى يسألنى سؤال مباشر ،

"بقولك ايه ، انت مسلمة ولا مسيحية ؟"

فقلت له ، الحمد لله كالعادة والحمد لله هذه عندنا معشر المسلمين يعنى مسلمة ، وكأن لو لى ديانة اخرى فليس هناك حمد لله ، ودخل معى فى مناقشة كالعادة

" بس شكلك مسيحى وبتلبسى لبس مسحيين "

لم أفاجأ وقبل أن ابدأ معه مناقشة أعرف نهايتها ، قلت له

"دى حكاية قديمة ..."

-7-

لازالت هذه الظاهرة مستمرة معى ، فمثلا كل ما اركب تاكسى يا جماعة بالصدفة يطلع سائقه مسيحى يقولى " على فكرة انا ركبتك معايا عشان انت مسيحية " واتابع الحديث معاه عادى جدا وانزل وهو بيدعينى اروح الكنيسة اتعرف على ولاده يوم الاحد ...ويدعيلى كتير اوى ان ربنا يكرمنى ، لان متدينة وطاهرة ...

وفى اخر الامر ، ربما ابدو مسيحية لأننى كما قال لى احد الرسامين اصدقائنا اشبه ايقونات الفيوم ، او ربما اعشق مفتاح الحياة الذى يعمدنى مسيحية حقيقية ، او ربما لاننى اصادق المسيحيين طول الوقت ، او لاننى مؤمنة ان روح الله تسكن كل الطيبين وانه ابى ...

لا اعرف ، لكن كل ما اعرفه ان افضل شىء على الاطلاق ان لا اسأل احد ابدا ما دينك ... فدينى لى فقط ، لا يهم غيرى

-8-

بعد سنوات ، كنت سعيدة بأننى أرتدى مفتاح الحياة الذى يأخذ شكل الصليب وخاتم به أيه قرأنية ، وعندما يتسأل احد عن المعنى ، فاخبرهم عن تاريخى مع كون شكلى يعطى شكلا مميزا يحسبنى على المسيحين فقط ، فأجد الاجابة من كل الاشخاص الذين حكيت لهم الحكاية أنهم أيضا تعرضوا لمثل ما تعرضت له وان كل المصريين شكلهم مصريين (قبطيين ) سحنة واحدة

إذا أنا مش مسيحية أنا مصرية قبطية مأصلة مية فى المية .

أه بالمناسبة نسيت اجيب الدليل (فى المتحف المصرى فى الدور الثانى بقاعة المياموات ستجدون مومياء لاحد الفراعنة من الاسرة الثامنة والعشرون تقريبا اسمه امنحتب هذه المومياء تشهبنى وكأنها أنا ) فرعونى فرعونى

** تعديل اخير (أنا فرعونية قبطية ) وبس